فلورنتيو بيريز والانتقام على طريقة أبراموفيتش وبواس!

محمد عواد – سبورت 360 – أعلن ريال مدريد رسمياً عن رحيل قديسه إيكر كاسياس إلى بورتو، وذلك بعد مفاوضات ماراثونية كان فيها الخلاف المالي هو الأساسي.

الرحيل منطقي ولكن هل غاياته كذلك؟
لا نقاش بأن رحيل إيكر كاسياس عن ريال مدريد بات منطقياً لكل الأطراف، فاللاعب بدأ يفقد حبه في قلوب الجماهير، وتراجع مستواه لدرجة تؤثر على النتائج، والفريق ظهر مهتز الثقة بنفسه لعدم ثقته بحارسه وبسبب التوتر الذي يحيط به، إضافة إلى وجود فرصة مميزة بالتعاقد مع حارس إسباني شاب مثل ديفيد دي خيا.

الرحيل منطقي، فالزمن له أحكامه، وخروج كاسياس لا يعني أبداً أنه لم يكن أسطورة قدمت الكثير لريال مدريد، لكن هل كانت دوافع فلورنتينو بيريز منطقية؟

بقايا أزمة مورينيو
منذ خرج جوزيه مورينيو من ريال مدريد، عمد النادي الإسباني إلى بيع عدة لاعبين بشكل مستمر، فخرج مسعود أوزيل وأنخيل دي ماريا وتشابي ألونسو وهيجواين وكاليخون، والآن يبدو الدور على كاسياس وأربيلوا، وما زال مستقبل راموس غير واضح.

كل هذه الأسماء، تورطت بشيء مع جوزيه، إما بالتحالف معه مثل تشابي وأربيلوا، أو بالوقوف ضده مثل كاسياس وراموس وحتى أوزيل، أو بخلق أحلاف مثل هيجواين الذي قاد حلف الطرف الثالث.

لا يستطيع بيريز الخروج للقول أنه سمح لكاسياس بالرحيل لأسباب رياضية، لأن تاريخه القديم والحديث يؤكد أن المسألة ليست أولوية بالنسبة له، فهناك بنزيما ينال تجديد عقده في الماضي بعد موسم سيء وراموس يتم حرمانه من عقد جديد رغم رأسياته في بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد التي تساوي وزنها ذهباً.

ولا يمكن فصل ما جرى يوم أمس من إعلان رحيل كاسياس عن ذكرى معركة 2012-2013، عندما وضع المدرب البرتغالي كاسياس لأول مرة على مقاعد الاحتياط كخيار فني بعد سنوات طويلة، والحرب الذي اشتعلت في كواليس النادي بتحالف كاسياس مع الصحافة، فاضطر فلورنتينو رغم إيمانه بالسبيشال وان إلى طلب رحيل مورينيو.

كلمات بيريز عند رحيل مورينيو ما زالت خالدة “الضغوط لم تكن قابلة للاحتمال”، وإن تحدث بعدها عن الخطوة الناقصة، فمعالم وجهه وطريقة تصريحه كانت تؤكد أنه لم يكن صاحب القرار، بل كان مجبراً عليه.

فعلها أبراموفيتش من قبل
عندما تعاقد تشلسي مع فيلاس بواس، جعله أغلى مدرب في تاريخ كرة القدم، حيث كلفه فسخ العقد 15 مليون يورو، فقد كان المالك الروسي رومان أبراموفيتش مؤمناً للغاية بقدرات هذا المدرب.

ثورة داخلية حدثت، فتمرد أشلي كول ولامبارد ودروجبا وإيسيان على القادم من بورتو، فحدث تخاذل في الملعب، كانت نتائجه سلبية، فاضطر رومان لإقالة المدرب البرتغالي.

أيام ما بعد ذلك، شهدت كواليس تشلسي تغييرات كبرى، فتم فرض الكلمة على جميع اللاعبين، ورحلت كل هذه الأسماء من دون منحها فرصة الاعتزال في النادي اللندني رغم رغبتها بذلك، وأما جون تيري فقيل له في مفاوضات تجديد العقد “هذا ما لدينا، ولك خيار الرحيل!”.

لم يتم رحمة أحد ممن تسببوا بالفوضى، ولم يتم الإبقاء على أي منهم انتقاماً لرأي آمن به الرئيس، فخالفه اللاعبون، ليتمردوا حتى رحيل فكرة أبراموفيتش.

ولم يعرف ريال مدريد، تغييراً إدارياً داخلياً، ولا التزاماً من فلورنتينو بيريز بعدم التحكم المطلق في سوق الانتقالات إلا في عصر جوزيه مورينيو، وهذا يدل بالتأكيد على إيمانه وثقته العمياء به، حيث يؤكد مدرب تشلسي استمرار علاقة الصداقة بينهما حتى يومنا هذا.

يوم أمس، انتقم بيريز لإيمانه بمورينيو، انتقم لموسم أسود عاشه ريال مدريد بسبب عناد وحروب شخصية، وقد لا ينجو راموس المتورط في تلك المعركة من طلب فلورنتينو الثأر لكن بذكاء، فكل شيء يبدو إعلامياً بدوافع رياضية أو اقتصادية، ولا أحد يستطيع القول “إنه ينتقم”.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *