رونالدو في المهمة المستحيلة ضد ميسي .. كيف ظلمه بيريز؟

محمد عواد – سبورت 360 – لا يمكن اعتبار المعركة مع ليونيل ميسي معركة طبيعية، فالنجم الأرجنتيني فاجأ العالم بشكل متكرر، فبعد موسم سيء مع برشلونة في 2013-2014 كان الوصول إلى نهائي المونديال، ثم قيادة البرسا لخماسية مذهلة في عام 2015، وسبق ذلك استعراض مميز للنجاحات والأرقام القياسية على كافة الصعد، جعل صمود كريستانو رونالدو في هذه الحرب الطويلة أمراً يستحق الإشادة وإن لم ينتصر بها.

ليو في طريقه للكرة الذهبية الخامسة، وهذا يعني أن معركة الأفضل التي انطلقت عام 2008 تميل لصالح الأرجنتيني، في ظل حمله منذ ذلك الحين 3 ألقاب دوري أبطال أوروبا و5 ألقاب دوري وفوزه 5 مرات كأفضل لاعب في العالم، مقابل فوز رونالدو بـ 3 كرات ذهبية (واحدة مع مانشستر يونايتد) ولقبي دوري أبطال (2008 و2014) ولقبي دوري (الدوري الإنجليزي 2007-2008 والإسباني 2011-2012).

منذ وصل كريستانو رونالدو إلى ريال مدريد لعب تحت قيادة 4 مدربين؛ مانويل بيلجريني وجوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي ورافا بنيتيز، وهو نفس العدد الذي مر عليه ليونيل ميسي، حيث عمل مع كل من جوارديولا وتيتو وتاتا ولويس إنريكي، لكن عدد المدربين لم يكن كل شيء لأن الحكاية مختلفة.

لم يختلف دور ليونيل ميسي كثيراً رغم تعدد الأسماء، فعادة ما كان المهاجم الوهمي منذ عصر جوارديولا، وحتى في ظل تغيير دوره مع لويس انريكي، استمر ليلعب لدقائق كثيرة في هذا المركز، في حين مر على رونالدو أفكار مختلفة وكثيرة، فلعب في خطة 4-3-1-2 عند وصوله، ثم 4-2-3-1 ثم 4-3-3 و4-4-2، وفي كل الخطط كان يتم تغيير دوره وأسلوب لعبه وأسماء شركائه.

أمر آخر مهم يتعلق بكريستانو رونالدو على المستوى الفردي هو تغيير من يقفون خلفه في خط الوسط بشكل متكرر، فكان انسجامه مع أوزيل مميزاً لدرجة أن تمريرة واحدة عابرة للقارات من الألماني في 2011-2012 كانت وراء حسم لقب الدوري في لقاء كامب نو على سبيل المثال، فخرج مسعود، ليأتي الانسجام اللافت مع دي ماريا، ليكون خروج أنخيل، ويحاول كريستانو التأقلم الآن مع خاميس والغريب أن هناك أقوال تتحدث عن احتمال خروج الكولومبي!

على الصعيد الآخر، لعب ليونيل ميسي دوماً أمام الثلاثي بوسكتش – انيستا – تشافي، الأمر الذي جعلهم منسجمين جداً ويسهل إيجاد بعضهم بعضاً، في حين كانت التبديلات في خط الهجوم دوماً تتعلق بالتفاهم مع ليونيل كأساس للاستمرار، ومن لم يفعلوا ذلك كان التخلي عنهم مهما كانت جودتهم مثلما حصل مع زلاتان، في حين كان التعامل مختلفاً في ريال مدريد، وهذا يجعلنا نفهم كيف رأى برشلونة ليونيل ميسي كنزاً يجب الحفاظ عليه، في حين كان رونالدو كنزاً لفلورنتينو بيريز في مجالات أخرى غير كروية.

لم تتغير فلسفة برشلونة مع كل المدربين فهذه ميزة النادي الكتلوني منذ وصول يوهان كرويف، في حين تغيرت فلسفة ريال مدريد حتى بوجود نفس المدرب نتيجة كثيرة إبدال اللاعبين التي تبدو قراراً من الرئيس لغايات اقتصادية، ولم تكن الأجواء هادئة أبداً حول النجم البرتغالي، فمن صراع إلى أخر، ومن تصرفات تهدد مكانته إلى أخرى، وحتى عندما طلب بقاء أنشيلوتي كان رحيله في أيام بعد ذلك، وتم جلب بديل لكارلو يقال إن الاتفاق معه كان على جعل جاريث بيل اللاعب الأهم، في حين كان تصريح روسيل واضحاً “في برشلونة ديك واحد”، وهي نصيحة عمل بها بارتوميو بشكل كامل ولو كان لديه نيمار وسواريز.

أن يمتلك ريال مدريد واحداً من أفضل لاعبيه في التاريخ، وصاحب أرقام فردية خارقة، ولا يتم انعكاس ذلك على شكل ألقاب إلا بعدد محدود، لهو فشل باستثمار كريستانو على أرض الملعب وإن كان قد تم استثماره خارجه بشكل مثالي، كما أن منع الفريق من المضي في مشروع رياضي كامل يريح أفراده الرئيسيين من مسألة التأقلم المتكرر على الأفكار المتغيرة، لهو ظلم كامل ألحقه بيريز بكريستانو رونالدو الذي كان يخوض معركة من شبه المستحيل الانتصار فيها ضد من يعتبره كثيرون الأفضل في التاريخ، فزاد فلورنتينو بقراراته الغريبة رياضياً من صعوبة هذه الحرب.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *