عندما تدرب من تحب .. تصنع التاريخ من دون مهاجمين

محمد عواد – سبورت 360 – لا يتحدث كثيرون عما يفعله كريستال بالاس حالياً هذا الموسم، والسبب الرئيسي في ذلك روعة ليستر سيتي، وانهيار تشيلسي، وفوضى فان جال، وانبهار الإعلام بقدوم يورجن كلوب، لكن ذلك يجب أن لا ينسينا من لهم الفضل في متعة البريميرليج هذا الموسم.

عندما وصل يورجن كلوب إلى ليفربول قدم أوراق اعتماده بشكل جميل، لكن أحدهم قال لنا “اصبروا”، وكان ذلك القائل كريستال بالاس، صاحب أول فوز على المدرب الألماني في الدوري الإنجليزي، حيث هزمه في ملعبه وأمام جماهير الريدز 2-1.

في أخر 7 مباريات، خسر مباراة واحدة بشكل مفاجىء أمام سندرلاند، وحقق الانتصار في 4 وتعادل في مباراتين، ليكون حالياً في المركز السادس، وبالتساوي بالنقاط مع توتنهام صاحب المركز الرابع ومان يونايتد صاحب المركز الخامس.. أي أنه في مركز قد يجعلنا نراه في أوروبا الموسم المقبل.

الأن باردو، هو الاسم الذي يدرب كريستال بالاس هذه الأيام، هو الشخص الذي يدير أموره ويجعله يعيش أياماً جميلة غير مسبوقة ربما، وكانت قصة خروجه من نيوكاسل الموسم الماضي، للانضمام إلى الفريق الذي مثله عندما كان لاعباً، فتساءل كثيرون عن جدوى الانتقال من فريق يملك قاعدة شعبية كيبرة وقدرات شرائية إلى فريق يهرب من الهبوط!

الجواب .. من يحب يصنع التاريخ من دون مهاجمين
عندما تولى باردو تدريب بالاس الموسم الماضي، كان فريقه في مركز الهبوط، فقاده في النهاية إلى المركز العاشر، وهو أفضل مركز في تاريخ النادي، ليكون أول مدرب عرفه البريميرليج يقود فريقاً من مراكز الهبوط إلى النصف الاول من الترتيب.

الآن كريستال بالاس يحتل مركزاً أفضل من العاشر بكثير، واللافت في الأمر أن الفريق لا يملك مهاجمين يسجلون الأهداف، فالمهاجم الوحيد الذي سجل وهو يلعب في مركز رأس الحربة كان ويكهام علماً أنه سجل هدفاً واحداً فقط !

الجناح المميز بولاسي ويوهان كاباي سجلوا 9 أهداف (4 للأول و5 للثاني)، في حين ساهم المدافع سكوت دان بثلاثة أهداف، متفوقاً على جيمع ما سجله مهاجمي الفريق هذا الموسم.

لم تكن المسألة عندما يوجد الحب والانتماء متعلقة بالظروف والإمكانيات، بل هي مسألة تصميم على النجاح، حتى لا يخيب الرجل ظن من آمنوا به، فيأتي بحلول مبتكرة وحماس فائق، فهناك فرق بين الوظيفة والرسالة، وهناك فرق بين باردو كريستال بالاس والمدربين الآخرين هذا الموسم.

باردو المنتمي لكريستال بالاس، تم التقاط صور له وهو يحتفل قبل فترة مع الجماهير في إحدى الحانات، فهو مصم على أن يكون جزءاً من النادي وجماهيره، وليس شخصاً فوق الجميع .. لذلك وجبت التحية!

الهدف ليس دوري الأبطال ولا أوروبا
يجب الانتباه إلى أن هدف كريستال بالاس رغم الانطلاقة الممتازة لا تتعلق أبداً بالوصول إلى دوري الأبطال ولا حتى الدوري الأوروبي، فهو فريق سيكون سعيداً بالبقاء في المركز العاشر، والحصول على مبالغ مالية جديدة يدعم من خلالها صفوفه، فما يتم الآن أقرب لمشروع طويل الأمد، يحتمي بهذه النجاحات.

لو أنهى باردو الدوري بالمركز العاشر لن ينتقده أحد، فبالبنظر إلى قدرات الفريق وتاريخه، يعتبر الأمر جيداً، فالمهم إطالة المكوث في الدرجة الأعلى ليطول عمر تطوير المشروع، وبعدها ربما أصبح فريقاً تقليدياً في البريميرليج.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *