أداء بوجبا المخيب .. ارحل عن ايطاليا من أجل الذهبية

ما زال بول بوجبا يستطيع التحول لخليفة ميسي أو رونالدو في صراع الكرة الذهبية .. لكنه يحتاج للتغيير.

محمد عواد – سبورت 360 – لم يقدم بول بوجبا الأداء المقنع في بطولة اليورو، فغابت أهدافه الحاسمة، وتمريراته القاتلة، وحتى معدل عمله خلال الـ 90 دقيقة لم يكن كالمعتاد، الأمر الذي جعله حسب كثيرين أحد المخيبين في البطولة.

قبل انطلاق بطولة اليورو على الأراضي الفرنسية، كان هناك حديث كبير عن رحيل بول بوجبا إلى ريال مدريد، ثم بات الكلام الآن عن مانشستر يونايتد كطرف مهتم بقوة، والنهاية التوقعة بأن يصبح الفرنسي الذي جاء لليوفي مجاناً، أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم!

لماذا الرحيل عن ايطاليا واجب؟
لا يخفى على أحد، ولا يناقش متابع حيادي بأن الدوري الإيطالي بات سهلاً على اليوفي بشكل لم يعد يمثل فيه أي تحدي لنجوم السيدة العجوز، حتى أنهم الموسم الماضي ناموا في جزء ليس يسير منه، واستيقظوا بعد عدة جولات من البطولة، ليجدوا نفسهم متصدرين منذ منتصف الطريق وحتى نهايتها.

الفارق بين بول بوجبا ومعظم الأسماء الأخرى في يوفنتوس، أن الجميع ينتظر منه شيئاً خارقاً، الجميع ينتظر منه أن يتم ترشيحه للفوز بالكرة الذهبية، وأداءً ثابتاً طوال مشاركته، وهو الأمر الذي يمكنه أن يحققه، شرط أن يخضع للاختبار الصعب بشكل مستمر، فمن دون هذا التحدي لا يمكن صقل موهبته وإيصالها لأعلى مستوياتها.

ولم يتعامل بول بوجبا مع الضغوط النفسية والتوقعات الكبيرة التي انتظرته في اليورو، وظهر عليه السقوط في هذا الاختبار أيضاً، والأمر ليس بغريب، لأن لاعب يوفنتوس لا يعيش ضغوطاً في ايطاليا، فهو المتفوق والممجد هناك، والبطولة لا تسمح للصحافة بأي هجوم على السيدة العجوز، هذا إن لم ننسى إن وسائل الإعلام هناك بشكل عام لا تحاول أبداً العبث مع اليوفي.

التصنيف الأوروبي لا يكذب
تصنف بطولة الدوري الإيطالي حالياً رابعاً حسب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهذا بعد اسبانيا والمانيا وانجلترا بالترتيب، وهو التصنيف الذي يعتمد على أداء الفرق في بطولتي الدوري الأوروبي ودوري الأبطال.

التصنيف الأوروبي هذا يعكس صغر حجم المصاعب التي قد يواجهها أي لاعب في يوفنتوس عندما يواجه أندية محلية، فالجميع يعلم أنه لولا اليوفي لما كان هناك نادٍ إيطالي في دوري الأبطال تقريباً أخر عامين، وهذا يعني أن البيانكونيري ينافس في أخر عامين فرقاً من مستوى أقل منه داخلياً، الأمر الذي قد يعود عليه بالألقاب والهيمنة، لكنه يمنع لاعبيه من التطور كما يجب.

يحتاج بول بوجبا لخبرة التعامل مع الضغوط الإعلامية عندما يقدم أداء سيئاً، وعندما تكون النتائج غير مرضية، ويحتاج لعيش تحدٍ صعب في مباريات فريقه خارج ملعبه على أقل تقدير، وأن يكون بمقدور ناديه شراء لاعب يهدد استقراره في المركز الأساسي، وأن يواجه فلسفات كروية مختلفة وجودة عالية لدى خصومه من مباراة إلى أخرى، وأن يلعب في بطولة يعني فيها خسارة نقطة كارثة، لا تأجيل إعلان الفوز باللقب لا أكثر.

رغم الأداء الأقل من المتوقع في اليورو، ما زلت مؤمناً أن بول بوجبا يملك ما يجعله يفوز بالكرة الذهبية خلال السنوات المقبلة، لكنه كي يحقق ذلك عليه أن يقوم بخطوة كبيرة أخرى في مسيرته، وإن كان في ذلك خسارة رياضية لليوفي، لكنه كسب تجاري كبير، ومكسب لمسيرة اللاعب أيضاً.

ماذا لو تطور الدوري الإيطالي؟
من الواضح أن الصينيين بشرائهم للإنتر وميلان، ورغبة روما بالعودة للواجهة قد تشكل نقلة إلى الأمام في مستوى البطولة، كما أن نابولي يواصل الطموح، لكن المشكلة أن هذا الكلام نردده “بشكل عاطفي لأننا نحب الكالشيو” منذ 5 سنوات، وما يحصل أن السيناريو يتكرر… فريق يبدأ بقوة ضد اليوفي، ثم يستسلم ..

لا يستطيع بول بوجبا رهن مصيره بأن يتطور الكالشيو، فهو لو مضى عليه أكثر من موسم أو اثنين من دون ارتقاء بالأداء الذهني والفني، سيكون قد فاته القطار، لأن اللاعب ينخفض مستوى تعلمه كلما مضى في عمره ..ولعل كلام يواكيم لوف عن توني كروس يلخص كل شيء “كروس تطور كثيراً مع البايرن، لكنه تطور بشكل أكبر مع ريال مدريد، يحتاج اللاعب بعض الأحيان للتغيير، فالتغيير والحافز يمنحان اللاعب قوة”.

وللعلم، فرغم فارق النقاط الكبير الذي ينهي بايرن ميونخ به بطولة الدوري مؤخراً، فالمتابع الجيد للبطولة يعرف ان البافاري يمر بظروف صعبة في المباريات خارج ملعبه وإن كسبها بالنهاية بسبب جودته العالية، وهذا أمر شبه مفقود في الكرة الإيطالية.. مع عدم نسيان سعي بايرن ميونخ المستمر للتتويج أوروبيا أو التواجد في نصف النهائي على أقل تقدير.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 






سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *