ريال مدريد يجدد عقود نجومه .. ما أسباب ذلك؟

ريال مدريد وسعي لإبقاء كل نجومه

محمد عواد – سبورت 360 – لاعب تلو الآخر، وعلى غير المعتاد، يقوم ريال مدريد بتجديد عقود نجومه من دون أي ضجة إعلامية تسبق ذلك، الأمر شمل أهم النجوم أمثال توني كروس وجاريث بيل ولوكا مودريتش وفاسكيز، والكلام عن أن أسماء أخرى أهمها رونالدو في الطريق.

فما الذي يجعل ريال مدريد الذي خسر بعضاً من لاعبيه الذين أحبهم الجمهور، أمثال مسعود أوزيل ودي ماريا بسبب العقود، يغير من عاداته، ويبدأ حملة غير مألوفة ؟

الجميع يربح .. عندما يربح الريال!

مطلع الشهر الجاري، أعلن ريال مدريد عن دخل قياسي جديد بوصوله إلى 620 مليون يورو عن الموسم الماضي، وهو رقم أبقاه في المرتبة رقم 1، لأن الرقم المعتمد لا يحتسب دخل بيع اللاعبين، على العكس من الرقم الذي أعلنه برشلونة.

الرقم يعني أن ريال مدريد رفع من دخله عن الموسم السابق بما يقارب 46 مليون يورو، وحسب فلسفة ريال مدريد فإن سلم أجور اللاعبين يقارب 50% من دخل النادي، الأمر الذي يعني تلقائياً وجود 23 مليون يورو إضافية على أجور اللاعبين، مما سهل عملية التجديد سريعاً.

أمر اخر لعب دوراً في حملة التجديد، فقد أشارت بعض وسائل الإعلام الألمانية أن عقد توني كروس الجديد مثلاً هو متفق عليه منذ يوم انتقاله للنادي الملكي، حيث تم وعده بفتح باب المفاوضات للعقد الجديد حالما يفوز بدوري الأبطال، وهو ما فعله في 2016.

باقي اللاعبين على الأغلب نالوا هذا العقد بناء على نفس النجاح، فهي مسألة وعود متبادلة بين اللاعب والنادي، الريال يربح .. الجميع يربح!

إلغاء ضريبة فسخ العقود .. لا بد من تحرك جديد

من الأمور الذي لم تنال تغطية إعلامية كافية فيما يتعلق بسوق الانتقالات، أنه تم إلغاء مسألة ضريبة الدخل على فسخ العقود، مع الإبقاء على ضريبة القيمة المضافة التي تقارب 20%.

مثلاً قبل استقالته وعندما حاول سان جيرمان شراء ليونيل ميسي، خرج ساندرو روسيل وقال بثقة “قيمة فسخ عقد ميسي هي 250 مليون يورو، لكن هذا من دون ضرائب، ومن يريد أن يفسخ عقده عليه أن يجهز نفسه لما يقارب 70% إضافية”.

قبل أسبوعين تقريباً نشرت صحيفة آس تقريراً يوضح أن ما بين 40-50% ضريبة الدخل القديمة تم إزالتها عند فسخ العقود، في حين بقيت ضريبة القيمة المضافة التي تقدر بـ 20%، ولعل هذا يتضح برفع قيم فسخ العقد لمعظم اللاعين المجددين الآن، ومنهم جاريث بيل التي باتت قيمة فسخ عقده 1 مليار.

في العمل التجاري، حقيقة ثابتة أن أي تغيير في القانون ينتج عنه تغيير في العقود، ومن هذه العقود بالتأكيد عقود اللاعبين.

هذا البند دفع أتلتيكو مدريد وبرشلونة أيضاً لتجديد عدد من لاعبيه، لكن ليس بنفس العدد الذي يقوم به ريال مدريد لوجود أسباب أكثر لدى الأخير.

برشلونة و مانشستر يونايتد وآخرون غيروا هيكلة الرواتب

كان ريال مدريد معروفاً عنه ضعف سلم أجوره فيما لا يتعلق بالنجوم الكبار، فهناك سلم أجور خاص بطابق يسكن فيه كريستانو رونالدو وجاريث بيل وأمثالهم يحصلون على أرقام تنافسية، في حين هناك سلم أجور أضعف للاعبين آخرين مثل إيسكو وفاسكيز وغيرها من الأسماء التي لا تعتبر نجوم شباك.

برشلونة و مانشستر يونايتد بالتحديد، مدعومين بمغامرات أخرى من الفرق الإنجليزية وسان جيرمان وبايرن ميونيخ ويوفنتوس، ساهموا بتغيير سلم الأجور في كرة القدم.

مثلاً تير شتيجن يتقاضى أجراً أعلى من نافاس، وخوردي ألبا أعلى من مارسيلو، وكارفخال أقل من أليكس فيدال حسب ما تشير عدة مصادر، فهناك فارق سلبي يقارب 10% بسلم أجور لاعبي ريال مدريد ضد سلم أجور برشلونة ومان يونايتد.

مع ارتفاع دخل الأندية الانجليزية الجديد، سيتم ارتفاع سلم الأجور من جديد، وكان لا بد من تجاوب ملكي مع هذه المسألة.

انتخابات قريبة .. لا مجال للفوضى

يجب ألا ننسى اقتراب انتخابات ريال مدريد الرئاسية، ورغم أن القوانين تجعل من عدد المرشحين ضد فلورنتينو بيريز قليل، لكنه لا يريد أي مفاجآت قد تطيح به في حال لم تكن النتائج الرياضية جيدة.

هو يعرف مراكز التأثير على الشعبية، وبالتالي يحاول إرضاؤهم جميعاً، ولعل التسريبات قبل فترة قالت إنه يؤجل تجديد عقد رونالدو ليكون أقرب من وقت الانتخابات التي باتت على الأبواب، وبالتالي يكون تأثير نجاحه الإداري أفضل.

حلم بيريز الذي لا يتحقق ووجود زيدان

منذ وصل فلورنتينو بيريز في المرة الثانية، وهو يسعى لخلق مشروع مستقر، صحيح أن طبائعه التجارية مستمرة، لكن هناك رغبة أقوى بكثير من التجربة الأولى لخلق مشروع رياضي.

جلب مورينيو لذلك، لكن الخلافات لم تسمح باستكمال المشروع، ثم جاء أنشيلوتي بمرحلة انتقالية لم يتحدث خلالها فلورنتينو بوضوح عن أي مشروع، لكنه عاد واستخدم المصطلح مع رافا بنيتيز، والآن مع زيدان.

وجود الأسطورة الفرنسية صاحب الرأي المسموع لدى فلورنتينو بيريز يساعد بخلق هذا الاستقرار، يساعد بإقناعه أن تكلفة استبدال لاعب بأخر دائماً أعلى، لأنه إما يطلب أجراً أعلى أو يفشل في الملعب، إضافة إلى قيمة شرائه، وبالتالي لو كان هناك فعلاً رغبة ببناء مشروع فالاستقرار هي أولى خطواته.

العقوبات أقل تأثيراً مما يتوقع البعض

يحاول البعض تلخيص كل ما جرى بأنه بسبب العقوبات المفروضة على ريال مدريد، ولكن في الحقيقة فتأثير هذه العقوبات أقل مما نتوقع على مثل هذه الخطوات لعدة أسباب.

أول هذه الأسباب أن ريال مدريد لم يخسر المعركة حتى الآن، ولو كان يريد مثل هذا الإجراء فسوف ينتظر القرار النهائي، ثم يسرع من خطوات التجديد.

ثانياً أن العقوبة تتعلق بموسم واحد، ومثل هذه العقود سيتحمل ريال مدريد نتائجها المالية لسنوات، وليس فلورنتينو بيريز الرجل الذي يخطط مالياً لسنة واحدة فقط، فقد أثبت شيئاً آخر خلال تجاربه السابقة.

أما ثالثاً، فهذا ريال مدريد، وليس من السهل لأي لاعب أن يغادر هذا النادي، لعل ما قاله كريستيانو رونالدو يلخص الحكاية “ليس هناك مكان أفضل لي”، وبالتالي فليس هناك أي معنى لأن يحاول اللاعبين الرحيل بسبب موسم واحد من دون انتقالات، لأنهم يعرفون ما سيخسرونه بالخروج من نادي بحجم ريال مدريد.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *