تاريخ حكم الراية في كرة القدم .. محامي سابقاً !!

حكم الراية وقواعد مهمة في كرة القدم

محمد عواد – سبورت 360 – حكم الراية، عادة لا يعرف الناس اسمه، ولا يهتمون لوجوده، ويتحمل حكم الساحة أخطاءه، لكنه كثيراً ما غير نتائج مباريات بسبب قراراته، وأرسل بطولات من بلد إلى آخر، فما هو تاريخه وكيف دخل اللعبة؟

محامي لكل فريق إلى حكم راية

في بداية كرة القدم، لم يكن هناك حكماً، وكانت المسألة تحل بالتفاوض بين اللاعبين، وخصوصاً بين قائدي الفريقين.

أصبحت الأمور معقدة للغاية مع زيادة تنافسية اللعبة، وبعض الأحيان توقف اللعبة لساعة كاملة من دون حل، فتم خلق فكرة المحامي عن كل فريق، وهو شبه حكم يمثل وجهة نظر فريقه، وهؤلاء كانوا خارج الملعب و يتفاوضان عند وجود مشاكل لوضع عقوبة، ورغم تحسن الأحوال لكن التأخير والمفاوضات استمرت.

حتى يتم حل مشكلة التأخير، تم استخدام حكم ثالث كمرجع للطرفين، وليس كصاحب كلمة أولى، أي يتفاوض المندوبان “المحاميان” في حال الخلاف، ثم يستخدما صوته كحاسم في حال عدم الاتفاق، ووظيفته الأساسية هي بالأصل متابعة وقت المباراة.

في عام 1891 حسب ما تؤكده وثائق فيفا، جاء القرار الأهم في عالم التحكيم الرياضي، والفضل هنا للكرة الإنجليزية، حيث تم الاتفاق آنذاك على وجود شخص واحد لديه السلطة المطلقة في الملعب، يطرد من يستحق، ويحتسب الأخطاء حالما يرى أنها وجدت، ولا يمكن لأي فريق الاستئناف لديه.

المندوبان في الماضي اعتادا الوقوف على خط المرمى، وحتى لا يتم إلغاء دورهما بشكل كامل، تم اعتمادهما كمراجع للحكم الرئيسي خصوصاً فيما يتعلق بخروج الكرة من أرض الملعب، وفي بعض الأحيان كان يتم استشارتهم في حال وقوع حادثة بعيدة عنه، ولتسريع الأمور أصبحا تدريجياً بمثابة مساعديه، ولم يعد شرطاً أن يكونا ممثلين لأي من الطرفين، أي تحول محاميا الفريقين إلى محايدين.

دخول الراية للعبة

لا يوجد أي مصدر تاريخي يوضح متى دخلت الراية إلى الاستخدام من قبل حكام الخط، وحتى موقع فيفا عند البحث فيه لا تجد إشارة لذلك.

لكن اختراع الراية منطقي، فحكم الراية في البداية كان يلوح بيديه أو يصرخ على الأغلب، ومع كثرة الجماهير، وزيادة سرعة كرة القدم قليلاً، لم يعد من الممكن لحكم الساحة أن ينتبه لمثل هذه الحركات.

اختراع الراية منطقي في تاريخ البشرية، فكل التواصل البشري ينتج عنه في النهاية استخدام أدوات للإشارة.

لكن تطور استخدام الراية، تم عبر إضافة القوانين لها في عام 1925 مع تغيير كبير في قوانين كرة القدم، فبات هناك اختلاف في حركة التسلل عن رمية التماس، ولكن التغيير الإضافي تم عام 1996 في التوضيح اللاحق.

من حكم الخط إلى حكم مساعد

قرر فيفا عام 1996 توسيع مهام حكم الخط، وتغيير اسمه إلى الحكم المساعد.

تسمية حكم الخط لم تكن فقط لأنه كان يقف على الخط، بل لأن معظم مهامه كانت تتعلق بخطين؛ أفقي للتسلل، وعمودي عند خروج الكرة من المرمى، وكان يتم استشارته في بعض المواقف.

بعد 1996 أصبح اسمه الحكم المساعد، أي بات له دور بالإشارة إلى أي مخالفة يراها في الملعب، أو حتى خارجه، وبات دوره مهماً في عدة قرارات مثل احتساب ركلات الجزاء والأخطاء التي يقترب منها حكم الساحة أيضاً.

نقلة مهمة رفعت كثيراً من شأن حكم الراية حتى يومنا هذا، وإن ما زال حكم الساحة يتحمل المسؤولية الكبرى بنظر الجميع.

المشكلة التي يواجهها حكم الراية حاليا

أكبر مشكلة يواجهها حكم الراية حالياً أن تطور اللعبة وارتفاع رتمها وتعقيداتها التكتيكية يفوق التطور الطبيعي الذي يحدث مع وظيفته.

فمع زيادة اللعب من دون كرة، و الخداع التكتيكي الذي يطبقه الكثير من الفرق هجومياً، باتت مسألة مراقبة كل اللاعبين لحكم راية واحدة أمراً معقداً للغاية.

مثلما حدث في الستينات والسبعينات مع أول قفزة كروية تكتيكية، كانت الأخطاء التحكيمية منتشرة، لكن الجيل الثاني من الحكام استوعب الأمر، وهذا ما يجب أن يحدث في السنوات المقبلة، مع صعود جيل جديد تدرب منذ يومه الأول على هذا النوع الثوري من كرة القدم.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *