ماذا ينقص توتنهام حتى يصبح “أتلتيكو” إنجلترا؟

النادي اللندني بحاجة للعمل كي يصل لما يريده
محمد عواد – سبورت 360 – توتنهام، فريق بدأ عصر البريميرليج بالمركز الثامن، ولم يعرف النادي الهبوط سواء في عصر البطولة الحديث أو ما قبل ذلك، منذ 40 عاماً بالتمام والكمال.

رغم الاستقرار في الدرجة الممتازة، لم يعط توتنهام بوادر أمل بأن يتحول لمنافس حقيقي قبل موسم 2005-2006 والموسم الذي يليه، عندما احتل المركز الخامس في المناسبتين، والأولى شهدت ما يعتقد بعض جماهير توتنهام مؤامرة آرسنالية بتسميم اللاعبين ليلة المباراة الحاسمة، ليحرمهم من التأهل إلى دوري الأبطال ويتأهل بدلاً منهم، وهو ادعاء ليس له أي دليل أو حتى تحقيق رسمي.
استقرار ضمن الستة الكبار
منذ موسم 2009-2010 استقر توتنهام ضمن الستة الكبار، وهذا أمر مهم للبقاء في أوروبا مما يساعده على الحفاظ على نجومه، ويزيد من دخله سواء من جوائز المسابقات أو مبيعات الملعب حتى عندما يشارك في الدوري الأوروبي، وحقق المركز الرابع مرتين والثالث مرة.
تشعر أن الفريق تنقصه خطوة حتى يقفز أعلى، فهو الموسم الماضي نافس من أجل اللقب حتى الأسابيع الأخيرة ثم انهار في الأمتار الأخيرة، في حين أنه هذا الموسم قدم مباريات كبيرة مميزة ضد تشلسي ومان سيتي، وأظهر أن لديه شيء ليحققه، ولكن تجده يخفق في دوري الأبطال.
هذه الخطوة هي منظومة من العمل، يحتاجها كي يتحول إلى أتلتيكو مدريد، أي يحقق بطولات محلية، و نجاحات أوروبية أيضاً، وبشكل مستدام النجاح وليس مثل قصة ليستر الذي يحاول البقاء حالياً.
الخطوة الأولى .. الحفاظ على الأعمدة
مع فريق ماوريسيو بوتشيتينو الحالي، يبدو أن هناك تفاهماً غير مسبوق بين الإدارة والمدرب، وبين المدرب واللاعبين، وهناك رضا عام عن الأداء، بعكس فترات التذبذب بالعلاقات التي مر بها الجميع بمن فيهم مهندس العملية الانتقالية هاري ريدناب.
الأداء يبدو أكثر حداثة وجماعية، وهناك أفكار تكتيكية مميزة، تجعل أن الحفاظ على المدرب هو الخطوة الأولى لتحقيق النجاح.
أما الخطوة الثانية فهي الحفاظ على أعمدة التشكيل الأساسي في الصيف المقبل، والكلام عن هاري كين وإريكسن وديلي آلي وديمبلي وداير، ومسألة خسارة الأسماء أثرت على بناء توتنهام في السنوات العشر الأخيرة، فقد خسر عدة أسماء تألقت معه منها جاريث بيل ولوكا مودريتش وبيرباتوف.
فيديو لهاتريك جاريث بيل الشهير ضد إنتر ميلان:
      
الخطوة الثانية .. التعاقد مع مجلس الحكماء!
قد يكون السير اليكس فيرجسون نجح مرة بالفوز بلقب الدوري باستخدام الشباب، لكنه كان قد تعاقد آنذاك مع إريك كانتونا ليجعل الأمر مستداماً.
المشكلة التي أراها على توتنهام في المواقف الصعبة، أنهم كلهم من الشباب، ولا يملك أي منهم شخصية قيادة مسيطرة، ولو كان كثيرون منهم مبادرين على أرض الملعب.
هذا الفريق بحاجة إلى اثنين من أصحاب الخبرة الكبيرة، ليس بالضرورة أن يكونوا أساسيين دوماً، لكن يجب أن يكونوا متواجدين بالتشكيل، ويصنعون الفارق في المواقف الصعبة، ليس فقط على أرض الملعب، بل في غرفة تغيير الملابس.
من الأمثلة المهمة ما فعله مورينيو مع دروجبا في موسمه الثاني بعد العودة مع تشلسي، كان هذا الشخص رمز الخبرة، الذي أدار النجاحات، وهذا ما أضافه ويس مورجان و روبرت هوث لليستر سيتي في الظروف المحتدمة من المنافسة في الموسم الماضي، بل إن صحيفة ديلي ميل وصفت مورجان بأنه “السر الصامت في النجاح”.
ديمبلي بدأ يكتسب هذه الخبرة، ولكنه محسوب على التشكيل الحالي، وبالتالي يحتاج خبرة خارجية، خبرة تعرف كيف تكسب الألقاب، وكيف تستقر على المستوى، بل خبرة يسمع منها المدرب ،فلا ننسى مثلاً أن بوسنجوا هو من اقترح خطة التأهل لتشلسي ضد برشلونة عام 2012.
لا أتكلم هنا عن نجوم بتكاليف عالية عند الشراء أو بالأجور، فالفريق يملك الجودة، لكنني أتكلم عن لاعبين بخبرة بريميرليج أو دوري أبطال، فمثلاً كنت أقول قبل عام “تشابي ألونسو”، لكنني أعتقد الآن أنه بات أقرب للاعتزال أو الدوري الأمريكي منه إلى الانتقال.
تخيلوا هذه الصورة مستمرة بهذا القميص مع التشكيل الحالي
الخطوة الثالثة .. هداف بخبرة
صحيح أن الفريق يملك لاعبي خط وسط مميزين بالتسجيل يساعدون هاري كين، أو يعوضون غيابه، لكن في بعض المواقف الحساسة بدوري الأبطال على سبيل المثال، شعرت أن توتنهام يتفوق ولكن لا يحسم، لأنه بحاجة لإسم إضافي قد يخلق الفارق، ويساعد بالاستفادة من أي رقابة تفرض على كين.
يجب أن نرى ما يفعله لاعب توتنهام السابق جيرمان ديفو بعض الأحيان مع سندرلاند في الدقائق والأوقات الصعبة، ومع انتظار انسجام يانسن غير المقنع حتى الآن، سيكون من الأفضل في الموسم المقبل وضع اسم إضافي كبير بالعمر إلى جانب هاري في الاحتياط.
ليسوا أفضل قلبي دفاع في إنجلترا !
صحيح أن توتنهام يملك حالياً أفضل دفاع في البريميرليج، لكنه في الحقيقة لا يملك أفضل قلبي دفاع في الدوري الإنجليزي، رغم أن بعض وسائل الإعلام تحاول الترويج لذلك، والكلام هنا عن البلجيكيين فيرتوجين وألدرفيلد والإنجليزي إريك داير، بأي ثنائية تلعب.
ما يحدث مع توتنهام مرهق على المدى الطويل خلال الموسم، ومعطل للقوة الهجومية، فالفريق يدافع بكمية حركة كبيرة جداً في خط الوسط والهجوم، ويضطر لاعبيه عادة للعودة إلى مناطقهم للدفاع، ثم تصعد الكرة عادة من مناطق متأخرة، وهذا ما يجعلهم يرهقون في الدقائق الأخيرة بعض الأحيان، أو يجعلهم يفوزون بهدف نظيف وقلق حتى الثواني الأخيرة.
لولا الخماسية الأخيرة مثلاً، لكان هجوم توتنهام في المركز التاسع هجومياً متساوياً مع بورنموث والمتعثر جداً مانشستر يونايتد، وأقل تسجيلاً من ويست بروميتش ألبيون.
الفريق بحاجة لقلب دفاع يساعد لاعبيه على التحرر هجومياً بشكل أفضل، يساعد على تطبيق كرة قدم فكرها هجومي من دون خوف خصوصاً في بطولة الدوري، لأن الهجوم هو من يكسبها.
المزيد من العمل التجاري
يحتل توتنهام حالياً المركز 12 ضمن أعلى الأندية دخلا في العالم حسب تصنيف ديلويت الرسمي، ولكنه يحتل المركز السادس إنجليزياً، ونجد أندية مثل بروسيا دورتموند الذي يلعب بدوري أقل أهمية “تجارياً” منه يتفوق عليه.
حتى معدل ارتفاع الدخل “من دون احتساب بيع اللاعبين” لا يبدو مرضياً مقارنة بفرق منافسة مثل ليفربول وآرسنال، وبالتالي الفجوة تزداد بدلاً من أن تقل.
ورغم أن توتنهام لا يملك التاريخ ولا الإنجازات القابلة للمقارنة مع الفرق الكبرى الأخرى، لكنه يملك الآن عنصر كونه يلعب في إنجلترا ضد العمالقة، والناس تحب هذه الروايات، وهو ما يمكن له أن يجلب المزيد من الرعاة والمعلنين.
صحيح أن إدارة توتنهام تبدو اقتصادية، لكنني أرى أن هذا التميز أكثر من حيث الاقتصاد الرياضي، وليس من حيث الاقتصاد التجاري، وهو ما يحتاج عملاً إضافياً.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *