ملاحظات وأفكار من انتصار مانشستر سيتي على تشلسي

– كنا نعتقد أن الظروف ستهزم مانشستر سيتي، لكن بعض الظروف خلال اللقاء وما سبقه من مواجهة قوية ضد أتلتيكو، كانت أكثر تأثيراً على تشلسي، فمنظمة جوارديولا أثبتت اليوم تماسكها بشكل أفضل بكثير مما ظنه الغالبية.



– كلاهما في الدقائق الأولى دخل مراهنا على نفس المبدأ، العودة للدفاع بأكبر عدد من اللاعبين عند خسارة الكرة، ونقل الكرة بأسرع وقت ممكن واقل عدد من اللمسات إلى منطقة الآخر، الأمر الذي جعل دقائق البداية تظهر وكأنها غارات متبادلة، لكن من دون نجاعة حقيقية.


– بعد هدوء فوضى وغارات البداية، استقر الأمر على الشكل المتوقع طالما جوارديولا يدرب أحد الفريقين، استحوذ السيتي تماماً على الكرة، ووصل استحواذه في الشوط الأول إلى 66% وفي المباراة إلى 63%، لكنه استحواذ تميز في شوطه الأول بالحذر والبطء، فالفريق كان مدركاً بأن التعادل ليس سيئاً لأن المواجهة في ملعب البلوز، وتحول في الشوط الثاني ليكون أكثر حدة وتنوعاً ليجد المساحات الأكبر في البلوز.


– أكثر ما ميز استحواذ مانشستر سيتي في مباراة اليوم عن المواجهات الماضية ضد تشلسي، أنه كان من خلال سقوط دي بروين أو سيلفا بالتناوب بين خطي دفاع ووسط تشلسي، مدعومين بتحركات متقنة متناسقة بين كل اللاعبين على الأطراف، مما جعل الكرة تنتقل لتكون على مشارف الثلث الأخير، وهو وضع وإن لم يخلق فرصاً كثيرة محققة للتسجيل، فقد خلق انطباعاً نفسياً بأن السيتي يتفوق خارج ملعبه.


– حتى دفاعياً في معظم دقائق اللقاء، كان مانشستر سيتي متفوقاً بشكل عام، فقد وضع ضغطاً سريعاً بثلاثة لاعبين على خط دفاع تشلسي، ليمنعهم من إيصال الكرة إلى خط الوسط براحتهم، الأمر الذي انعكس أيضاً على وصول صاحب الأرض مرتين في كل شوط فقط للتسديد على مرمى الضيوف، واعتماده على كرات عالية للخروج من مناطقه.


– لا يمكن إنكار أن إصابة موراتا، كانت ضربة واضحة خلال اللقاء لتشلسي، ومنع الفريق من الاستفادة من سرعة هازارد كما يجب لأنه تقدم إلى الأمام أكثر، ولعل هذا الأمر ساهم بمضاعفة تأثيره خطأ ارتكبه كونتي بجعل هازارد يلعب كمهاجم لحظتها، فلو كان هناك شيء سيمكنه من ضرب دفاع السيتي المستحوذ، كان من خلال مرتدات يقودها إدين وليس ينهيها، لذلك الدفع بباتشوي كان منطقياً أكثر، وهو أمر تم خسارته لأن دخول باتشواي صاحبه خروج مواطنه!


– بعد احتواء مطلق من مدافعي تشلسي لجابرييل جيسوس في الشوط الأول، كنت أريد رؤية طريقة جوارديولا بالتعامل مع الأمر في الشوط الثاني، ولم يخيب الظن كالعادة عندما يتعلق الأمر بأفكار كرة القدم الهجومية، فهو بنك لا ينضب، فلاحظنا خروج جابرييل أكثر ليكون على رأس خط الوسط الهجومي، ويشترك باللعب أكثر، ومحاولة الاستفادة من هذا التحرك بالضرب عبر الأجنحة السريعة المستفيدين من تركيز قلوب الدفاع على موقف وتحركات جابرييل، أو اقتحامات من خط الوسط.


– الفريقان قدما جرعة مذهلة في التحول، من الدفاع إلى الهجوم، والعكس صحيح، خلق الكثافة العددية في ثواني قليلة، عند خسارة الكرة أو عند كسبها، كان مذهلاً من الطرفين، وهو أمر يمثل قمة في كرة القدم الحديثة، وسوف يساعد الطرفين على حصد الكثير من النتائج الجيدة محلياً وأوروبياً.


– فابيان ديلف، في نهاية الموسم الماضي قال له جوارديولا علانية “أسف، لأنني لم أقدرك كما تستحق بعد مباراة واحدة أشركه فيها”، واليوم قدم مباراة ممتازة أخرى، تمركزه منذ الصعود حتى الثلث الأخير، وتحوله من الظهير إلى العمق والعكس، كلها أمور أبقت الجبهة اليسرى قوية رغم غياب المميز ميندي.


– أخر 15 دقيقة، ظهر نوع من تفوق تشلسي مع ردة الفعل لتعويض النتيجة، خصوصاً عند قطع الكرة، أصبحوا يتفوقون بسرعة الانتقال على خصمهم، وبات الضغط العالي للسيتي أقل حدة بسبب الإرهاق، مما سمح لحامل اللقب بالتنفس وكاد أن يسجل بدخول الكرة مرتين إلى منطقة الجزاء في أماكن قاتلة، وهنا كانت ردة فعل تأخرت قليلاً ولكن ليس لدرجة الندم من بيب بالتبديلات، فاستخدم أوراقه بكل أريحية، دافعاً ببرناردو سيلفا وجوندوجان، ومغيراً قليلاً من شكل فريقه، ليعود ويحتوي الدقائق الأخيرة بنجاح.


– قد تكون مباراة أتلتيكو مدريد الممتازة التي قدمها تشلسي ساهمت بنوع من الإرهاق البدني وربما الذهني لبعض أفراده، لكن رؤية التفوق التكتيكي هجومياً ودفاعياً، ورؤية فارق الانتشار والتمركز والأفكار الهجومية الجديدة، تجعل من انتصار مان سيتي اليوم انتصاراً مطلقاً مستحقاً.


– مشكلة اليوم أنك لا تعرف من تمدح من لاعبي سيتي، فالمنظومة كاملة قامت بأدوار مذهلة، ومستمرة بتميز، وهو استمرار لما يفعله الفريق منذ مطلع الموسم، فهذا السيتي يبدو أخطر بكثير من سيتي الموسم الماضي.



روابط مهمة:
معلومات عن لاعبين


معلومات عن الأندية


تابع الكاتب :

سناب شات : m-awaad




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *