منذ أن سحق بروسيا دورتموند ضيفه مونشنجلادباخ 6-1، اختفى كل شيء جميل في الفريق، فلم يحقق الا انتصارين في أخر 7 مباريات، وأضاع الصدارة التي امتلكها بفارق نقاط مريح، بل إنه على الأغلب خارج من دور المجموعات في أوروبا، فما الذي يحدث مع الفريق؟
الفريق يسجل ويستحوذ ..لا قلق هجومي
في أخر 12 مباراة، سجل الفريق أهدافاً، لم يستطع أي خصم حماية شباكه ضدهم، كما كسب معركة الاستحواذ في كل المواجهات، بل في أخر 6 مباريات وصلت نسبة استحواذه إلى أكثر من 60% فيها جميعها، وخلق فرص محققة واضحة، بالتالي العيب ليس في رحيل ديمبلي أو أي أمر هجومي.. الفريق هنا مطمئن.
الدفاع سيء بوضوح
عندما تملك أمثال توبراك وسوكراتيس وبارترا، لا يمكنك أن تتخيل فريقاً يدافع إلى الأمام مثلما يحاول بوش أن يفعل، فهو مصمم على خط دفاع متقدم ضمانة منه لاستحواذ إيجابي، لكن لا يمكنك أن تطلب من اللاعبين أن يصبحوا أسرع مما هم عليه في الواقع.
يبدو الخلل الدفاعي قائم بالأساس على فكرة بوش بالكرة الشاملة التي يؤمن فيها، يكون الأمر جميلاً وأنت تملك الكرة، ولكنه يصبح سيئاً للغاية حالما تخسرها، وهذا لعل ما قصده المدير الرياضي مارك زورك عن أسلوب الفريق ضد هانوفر بقوله “هذا نتيجة لعبنا المتعجرف”.
لكن أيضاً هناك مشكلة واضحة بجودة المدافعين أنفسهم، فمن السهل وقوعهم في حالات السهو وفقدان التركيز، وليسوا بصمام الأمام عندما نتحدث عن المواجهات الفردية سواء على الأرض أو في الهواء، الأمر الذي يساهم في تلقيهم عدة أهداف.
خط وسط غير ثابت الأداء ولا الأسماء
انتقاد الدفاع، لا يجب أن يجعلنا ننسى حقيقة عدم ثبات الأسماء المشاركة في خط الوسط، مما يؤخر وصول الفريق إلى أفضل انسجام، وهذا أمر يمكن القول إنه ينطبق على كل الخطوط بالنسبة لبروسيا دورتموند هذا الموسم، فليس هناك تشكيلة أساسية.
أيضاً، معظم لاعبي الوسط لديهم نزعة هجومية، مما يجعلهم حالما تخرج الكرة من نصف ملعب الخصم أقل فعالية وفائدة في الحالات الدفاعية.
لا بدنياً هذا الخط يؤدي كما يجب، ولا حتى على مستوى افتكاك الكرة بالمواجهات الفردية، الأمر الذي قد يكشف أهمية التفكير من جديد بشكل المنظومة الدفاعية وليس خط الدفاع فقط.
اهتزاز ثقة وبعض السلبية
منذ الخسارة أمام توتنهام 1-3، ظهر أن بروسيا دورتموند بات في وضع غير جيد في حسابات التأهل عن مجموعته في دوري أبطال أوروبا، وجاء بعدها السقوط أمام ريال مدريد في المانيا، ليؤكد تلك الشكوك.
منذ السقوط أمام الملكي تحديداً، تراجع الفريق فجأة، وتجلى ذلك في مواجهات سهلة ضاعت محلياً وأوروبياً، ويبدو أن حالة إحباط أحاطت بمجموعة من اللاعبين الذين شعروا بخيبة أمل للخروج المبكر من البطولة الأهم، ومثل هذه الهزات تحدث.
فرصة بايرن ميونخ …أو !
المباراة المقبلة في الدوري ستكون ضد بايرن ميونخ، وهذه مباراة يمكن أن تعيد المركب إلى طريقه الصحيح.
المباراة ستقام في ملعب بروسيا دورتموند، وبايرن ميونخ رغم قوته منذ وصول هاينكس ما زال بعيداً عن قمة مستوياته، لذلك يمكن القول إن هزمه ليس بالأمر المستحيل.
من شأن فوزهم في القمة الألمانية، تحسين حالة المزاج فوراً، وجعل الفريق أكثر اتحاداً والتحاماً، وربما إعطاء بوش الثقة بالنفس لتحديد التشكيل الأساسي للفريق، ويساعد لاعبيه على الإيمان بأفكاره أكثر.
لكن، هناك وجه قبيح لكل فرصة جميلة، فإهدارها، وخروج بايرن ميونخ منتصراً، قد يوجه ضربة معنوية هائلة، لا تحمد عقباها.
الخلاصة .. تغيير نهج والحاجة للوقت
مثل كل المدربين الذين يؤمنون بهذا النوع من الأفكار، يتم وضع أمثال بيتير بوش عندما تتدهور النتائج أمام سؤال “أسلوبك لا يحقق النتائج المرجوة، لماذا تصر عليه؟”.
بعضهم يتراجع ويقوم ببعض التعديلات لتلائم اللاعبين الذين يملكهم، حتى يأتي الوقت لامتلاك اللاعبين الذين يناسبون أسلوبه، وبعضهم يصر على العناد من منطلق الإيمان بالمبادىء، والخيار الثاني، يتطلب أن تزداد الفعالية الهجومية، لإنقاذ الفريق، وبالتالي التسجيل أكثر مما تتلقى، وكذلك الحذر بعدم خسارة الكرة في مناطق قابلة للارتداد، وإن لم يفعل ستكون مجرد لا مبالاة، ونهاية بالإقالة.
ليس المطلوب أن يتحول بروسيا دورتموند إلى فريق دفاعي، فهذا غير ممكن ولا مقبول، فالفريق ما زال يملك ثاني أفضل جودة في الدوري الألماني، لكن المطلوب منه تخفيف حدة أسلوبه قليلاً، وجعلها أقل عجرفة كما قال مديرهم الرياضي، أو عليه تغيير شيء في شكل وأسماء خطوطه لخلق المزيد من التوازن.
المدرب يحتاج وقتاً، رفعت انطلاقته القوية من سقف التوقعات، لكن من الظلم الحديث منذ الآن عن فشله، فما زال يستطيع ويحق له تجارب بعض الأفكار للوصول إلى شيء أكثر استدامة وفعالية.
روابط مهمة:
– معلومات عن لاعبين
– معلومات عن الأندية
تابع الكاتب :
سناب شات : m-awaad
