رقم واحد … سر تراجع أتلتيكو مدريد !


لا يعيش أتلتيكو مدريد أفضل حالاته هذه الأيام، فهو على وشك الخروج من دوري أبطال أوروبا، وبات بعيداً عن الصدارة في الليجا بـ 8 نقاط بعد11 جولة فقط، كلها ظروف غير مريحة للنادي المدريدي، وتجعله يعيش ما يمكن وصفه أسوأ مواسمه منذ الصعود المذهل 2013-2014.

في ذلك الموسم، أذكر أنني كتبت مقالاً عنوانه “الجودة الغريبة التي يملكها أتلتيكو مدريد”، وكان المقال فيه تصريحاً لتشابي الونسو قبل ذلك بسنوات “لا يمكن اعتبار افتكاك الكرة نوعاً من الجودة في كرة القدم”، في حين خلال موسم حمل أتتيكو لقب الدوري، ووضع يدهم على لقب دوري الأبطال لولا راموس، لم يكن فريق سيميوني يملك أي مؤشر رقمي جيد.


لم يكونوا في الاستحواذ ضمن الأفضل، ولا في الفرص المحققة التي تم خلقها، ولا دقة التمرير، ولا شيء هجومي يأتي ضمن الأفضل، لكنه برقم واحد كان يتفوق على كثيرين، “افتكاك الكرة المباشر”، أي بالالتحامات المباشرة مما يفقد الخصم على الاستحواذ، وكان يتفوق بنسبة تزيد عن 20% بهذا الرقم عن على كثيرين من الكبار


منذ ذلك الموسم، حاول سيميوني تخفيف “الحدة البدنية” لفريقه ببعض الصفقات، الأمر الذي انعكس على هذا الرقم تدريجياً، ثم جاء التحول الكبير بعد صدمة 2016، ويمكن القول إنهم تراجعوا بنسبة تقارب 10% في كل موسم عن الموسم السابق، وهذا ما جعلنا نشعر تدريجياً بفقدانهم تلك القوة المعتادة في الدفاع وفي تعطيل هجمات الخصم.


افتكاك الكرة أو التسبب بخسارة الخصم الاستحواذ، لم تكن مجرد فكرة دفاعية، بل كانت منصة الارتداد الهجومي المتقن، وهو الأسلوب الذي عانى منه خصوم أتلتيكو، ولم يعرف معظمهم التعامل معه، لأنه كان يتطلب تركيزين في وقت واحد، هجومياً بالحفاظ على الكرة، ودفاعياً للارتداد بأسرع وقت في حال خسارتها.


هذا الرقم تراجع بالتدريج، حتى بات عادياً في أتلتيكو مدريد، حاول سيميوني صناعة فريق هجومي فيه موهبة وجمالية لعب، وذلك من خلال صفقاته في خط الوسط والهجوم، لكن هذا تسبب بافتقاد الفريق أكثر شيء ميزه في السنوات السابقة، مما أدخله في مرحلة فقدان توازن، ناتجة عن هذه المرحلة الانتقالية بتغيير الجلد.


لو أراد سيميوني إنقاذ شكل الموسم، ومنع مزيد من التدهور، عليه أن يعود لما جعله محبوباً ومشهوراً كمدرب، عليه أن يبني على تلك الجودة الغريبة التي يملكها ويتقن لعبها، كيف يفتك الكرة، ثم كيف يرتد، فقد وضع يوماً ما نظارة جوجل على عيون فريقه الفني للاطلاع على الاحصائيات واستخدامها في المباريات، وهذا رقم واضح له ويعرفه جيداً.



روابط مهمة:

تابع الكاتب :

سناب شات : m-awaad


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *