ذكرياتي مع انيستا


لا يوجد شيء لا يعرفه الناس كلاعب كرة قدم عن نجم برشلونة واسبانيا انيستا ، فنحن نتحدث عن ظاهرة خاصة في خط الوسط، سيطرت على الساحة لسنوات، وغيرت الانطباع عن لاعب كرة القدم في خط الوسط الهجومي، فلم يعد تقييمه فقط على عدد أهدافه أو صناعتها.

فكرت يوماً كاملاً ـ لكتابة شيء عن انيستا لا يعرفه الناس ، فلم أجد إلا ذكرياتي !

– أول مرة عرفت انيستا في حياتي كانت في عام 2003، كاس العالم للشباب في الإمارات، وقتها كان خوان فران الذي نعرفه كظهير لاعب جناح، ظهر في تلك البطولة لكل من شاهدها أنه أذكى من الجميع، وخسر النهائي ضد البرازيل بهدف فرناندينيو لاعب مانشستر سيتي الحالي.

– تم طرح انيستا بعدها بلعبة بلاي ستيشن “PES”، كنت أحرص على تبادله مع صديق لي، رغم أن طاقاته كانت غبية، أعطيه لاعباً من يوفنتوس وأخذ انيستا ، وكان وصفه المتداول بين مجموعتنا ..التكتيكي !  ، والغريب أنه حتى في اللعبة كان أذكى من غيره، لا أعرف لو كان ذلك فعلا، أم مجرد تهيؤات.

– أكثر شيء عالق في ذاكرتي عن أرقام انيستا ، أنه لم يخسر في الدوري 55 مباراة على التوالي، برشلونة خسر خلال غيابه، لكنه لم يفعل، وهذه السلسلة كانت تحت قيادة جوارديولا، وانتهت بالخسارة 1-2 أمام ريال مدريد في الكامب نو ، وقتها كنت أقول لأصدقائي “هذا يوضح أن انيستا هو مفتاح الحدة للبرسا، ولو كان تشافي مفتاح العقل، وميسي مفتاح الحسم”.

– لم أشاهد هدف غدارة مباشرة، كانت أيامها بداياتي في عالم الإعلام الرياضي، اعتقدت أن المباراة انتهت، فبدأت كتابة التقرير، سمعت معلقاً يصرخ، لكنه كان دائماً متفاعلاً بالتالي لم أعيد أميز بين الخطر الحقيقي ورمية التماس .. رفعت رأسي لأجد أن برشلونة تأهل، بعدها وبسبب سداسية برشلونة ندمت على عدم مشاهدة الهدف، فأعدته كثيراً.

– كتبت عنه في عام 2012 بعد الفوز باليورو، لو كنت انيستا لأصبحت بالوتيلي، وذلك للفت الإعلام إليه ونيله الجوائز التي يستحقها.

– يستفزني جداً عندما يلعب ضد فريقي، تشعر أنه غير خطير، لكنه فجأة يرى شيئاً لا تراه أنت في التلفاز رغم رؤيتك له فعلاً، والحصول على الكرة منه عندما يكون في حالة بدنية جيدة مهمة مستحيلة، وأسوأ حالة عداء بيني وبينه كانت في نصف نهائي مونديال 2010، فقد قهرني حرفياً لشعورك بالعجز أمامه.

– من كل الجيل الذهبي لبرشلونة، الوحيد الذي تمنيت رؤيته بقميص يوفنتوس هو انيستا .. ليس لأنه أفضل من ميسي مثلاً، بل لاعتقادي أنه كان سيأخذ فكر خط الوسط إلى بعد أخر مما ينعكس على المستقبل كله.

– قابلت الكثير من الإعلاميين الذين تعرفونهم في جلسات ونقاشات، خلف الكواليس نسبة لا بأس فيها تقارب النصف ربما، تعتقد أنه لا يقل عن زيدان كلاعب إلا بمسألة عدد الأهداف والشخصية القيادية، لكن التصريح بذلك شبه مستحيل في عالم عربي يعشق زيدان حد الجنون.

– أعتقد أن لاماسيا بقدر ما أفادت انيستا كلاعب، طمست شخصيته، صحيح في الملعب بطل لا يمكن مجاراته، لكن تشعر أنه مؤدب أكثر من اللازم، هذه الحال تنطبق على كثير من لاعبي لاماسيا باستثناء بيكيه الذي غادرها قبلهم.

– مرت فترة لم أكن أحب مبالغات انيستا بإدعاء السقوط المؤلم كأن أحدهم أطلق النار عليه، لكنه تداركها ولم تطل ربما لموسم واحد، بعدها تصالحت معه من جديد، وسوف أبقى فخورا لأخبر أي طفل أقابله لاحقاً “نعم، أنا شاهدت انيستا من بدايته حتى نهايته”، ولو كان هذا يعني أنني تقدمت بالعمر أيضاً، لكنه تقدم جميل ممتع على ألحان أندرياس.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad



Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *