موسم الدوري الألماني!



المختار لحمود –  في 16 من شهر مايو المنصرم أعطي الضوء الأخضر لعرض حلقة جديدة من سلسلة أفلام الرعب الجميل bundesliga.
في دوري الأناقة، هذا الموسم لعبت 306 مباراة، اهتزت الشباك خلالهم 980 مرة، القضاة استخدموا 1250 بطاقة، 1195 صفراء بينما أحمرت 55 مرة.

لا جديد يذكر و لا قديم يعاد، البافاري قد يعاني في البدايات، ولكن يتدارك مع مرور الجولات، و يتوج في الختام و العبرة بالخواتيم.

ميونيخ التي ولجت غمار هذا الموسم بعدما خيمت عليها أحزان فراق أحبة ألفتهم كل بقعة جغرافية من مستطيل ملاعب ألمانيا، الجناح الطائر آرين روبن و السم الفتاك فرانك ريبري، كان لها نصيب الأسد من كل شيء، فمنذ إقالة نيكو كوفاتش و تولي الألماني هانس ديتر فليك زمام أمور الحمر و الماكينة البافارية في عمل رهيب، و لا أدل على ذلك 37 نقطة من أصل 47 ممكنة، أي بنسبة 2.47 نقطة في المباراة الواحدة.

فليك أعاد الهيبة و الشراسة لأصاحبها، فبدت الخطوط مترابطة و المجموعة متجانسة، متناغمة و الأهم مرنة و منضبطة تكتيكيا، نوير حافظ على نظافة شباكه أمام 11 فريق من أصل 17 فريق، الأمر الذي يعكس جلياً صلابة المنظومة الخلفية للبايرن، الجوكر كيميش قطع 397.4 كم ، أي عمل بدني! القناص البولندي غرد وحيدا في صدارة الهدافين، ليس فقط محلياً بل حتى أوروبيا ( على الأقل لحد الساعة ) ب 34 هدف ، يليه فيرنر ب 28 هدف.

ألمانيا تخالها حينا دوري منقوش عليه بايرن ميونيخ حتى قبل بداية النزال، و دوري آخر – و قد يكون الأجمل – تتصارع عليه 17 فريق، إنها ديكتاتورية ميونيخ القاهرة.

الجراد الأصفر حلّوا خلف ميونيخ ب 69 نقطة، أحفاد السويسري لوسيين فافر قدموا كرة ماتعة إلا أن حصد الألقاب يحتاج نفساً أطول و الحفاظ على المواهب و ركائز الفريق، أقصد هنا خطورة المجازفة بتسريح سانشو و آخرين، بقية ترتيب فرق المقدمة جائت : لايبزيغ، منشنغلادباخ، ليفركوزن و هانوفر ، بينما هبط كل من بادربورن و فورتونا دوسلدورف، أما فيردر بريمن سيلعب مباراة فاصلة للمواصلة و البقاء للأقوى في قانون الألمان.

عشاق بايرن يأملون -و حق لهم- أن يوغل فريقهم أعماق دوري الأبطال و يعود إلى الربع مصحوباً بذات الأذنين، و ذات مرة سمعتهم يقولون : المستحيل ليس ألمانياً.

في بلاد هتلر خلُصت أمور الجلد المدور إلى ما عليه كانت، الريادة لبايرن و ليذهب الكل إلى الجحيم، عادة مكروهة في كل ديانات اللعبة، لتعلو نداءات ضرورة التغيير الملحة و لسان الحال يقول : ” عندما تشعر أن البطولة ليست لك لا تلعب “.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *