بطولات دوري معروف بطلها .. ماذا يحدث في كرة القدم؟


محمد عواد – احتفل بايرن ميونخ قبل أيام ببطولة الدوري الثامن على التوالي، وقد يستطيع يوفنتوس الظفر ببطولته التاسعة توالياً، في حين أعلنت الرابطة الفرنسية باريس سان جيرمان بطلاً للمرة السابعة في آخر 8 سنوات.

منذ 2013 في إنجلترا، نجد مان سيتي متوجاً باللقب 3 مرات، وتشلسي مرتين، في حين خطف ليستر واحداً ما زلت مؤمناً بأنه كان للسيتي لولا إعلان رحيل بيلغريني منتصف الموسم، ما يعني أنه كان بمقدورهم التتويج 4 مرات من أصل 6، مع انتظار ليفربول ليكون أول بطل لا يحمل اللون الأزرق منذ 2013.

في اسبانيا بات مصطلح توم وجيري رائجاً، فبرشلونة وريال مدريد المرشحان دوماً للظفر باللقب.

فماذا يحصل؟ .. وما سبب هذه الظاهرة الجديدة من الهيمنة المطلقة على بطولات الدوري لفترة طويلة جداً؟

شخصياً، أعتقد أن الموضوع ذو علاقة مباشرة بتحول لعبة كرة القدم ذاتها من فكرة الهواية إلى الصناعة، وما يسمى بأندية الشركات، وعندما نتحدث عن الصناعة والشركات، فرأس المال والإدارة الصحيحة وامتلاك الكفاءات الوظيفية المميزة هي مثلث حسم أي تنافس.

في عالم الشركات، نستمر بسماع سيطرة بضع شركات على حصة السوق لسنوات، فهي لديها المال لتواصل الاستثمار بمخاطرة أكبر من غيرها، وتجلب أفضل الكفاءات في السوق، كما أن لديها الفكر الإداري المتراكم والمطلوب لتوظيف العنصرين السابقين بشكل صحيح.

الآن، نحن أمام نفس الحال في كرة القدم، الأندية الثرية أكثر قدرة على المخاطرة بجلب لاعبين سواء من النجوم أو الشباب، وتحمل نتيجة أي خطأ يحدث، كما أنها ذات سيولة تكفي لتطوير كافة النواحي، من فرق كشافة وبحث عن مواهب، وجلب إداريين مميزين، وتطوير ملاعب التدريب واستخدام أحدث التقنيات.

قد يقول قائل، هناك أندية ثرية لا تحقق نجاحات، أو أن برشلونة مثلاً لا يملك الإدارة المميزة ومع ذلك ينجح، بالنسبة للمثال الأول عادة ما تكون المشكلة بفلسفة الإدارة مثل حالة مان يونايتد، وأما الثانية فبرشلونة يملك استثناءً هو ليونيل ميسي، استطاع تعويض عنصر الإدارة.

لكن ليونيل لو اختفى، ولم تتحسن فلسفة الإدارة وأفكارها، فالفريق سيصبح مثل غيره من الأثرياء غير الفاعلين، فالإدارة هي أهم ما في الأركان الثلاثة.

وبما أننا نعيش في عصر الشركات والصناعة في كرة القدم، علينا تقبل ظاهرة أن أكثر ما يمكن أن يفعله الآخرون أمام الشركات الكبرى، إزعاجها مرة أو اثنتين، لكن ستعود الأمور لتوازنها لاحقاً، مثلما حدث مع موناكو ودورتموند وأتلتيكو مدريد، فهناك قواعد لعبة على الجميع القبول بها في النهاية.

في إنجلترا من يملكون المال عددهم أكثر، لذلك نرى ظاهرة التناوب على الألقاب أكبر، لكن ميزانية بايرن أكثر من ميزانية دورتموند بـ 75%، في حين استفاد يوفنتوس من حسن إدارته بجعل 35% فارق الدخل مع إنتر ميلان وروما حاسماً له لسنوات، لكن لو استمر مشروع الإنتر مستقراً من النواحي الإدارية وتعيين المزيد من الكفاءات، سنلاحظ أن الفوز بالكالشيو لن يكون بنفس السهولة، أما باريس سان جيرمان فيملك 3 أضعاف ميزانية ليون الأقرب إليه.. فماذا نتوقع بعد ذلك من المنافسة في فرنسا؟

ما علينا فعله، قبول الحال الجديد والتوقف عن التذمر بشأنه، وهذا ما تفعله الأندية المتوسطة في أوروبا، فكل منها يركز على تطوير ذاته وليس الحلم أكبر من حجمه، فالتحول لصناعة تم بشكل شامل، وسط مفاهيم اقتصاد مفتوح، وقوانين قليلة تحد من تأثير المال في حسم الأمور على المدى الطويل.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *