تشافي الجديد غير موجود!



محمد عواد – رحل تشافي عن برشلونة في عام 2015، وكان من المتوقع أن يرحل قبلها بموسم، لكنه استمر، كان لتأجيل رحيله أثر كبير بمساعدة الفريق للحصول على الثلاثية التاريخية الثانية، ومن يومها..ونحن نسمع قولهم برشلونة يعتقد أن فلاناً “تشافي الجديد”.



ومنذ بدأت أتابع كرة القدم، ويتم وصف لاعبين بأنهم مارادونا الجديد وغيره من نسخ الأساطير الجدد، ومر على محرقة المقارنة مع دييغو أسماء عديدة مثل أورتيغا وأبيغازا.


اللافت في الأمر أن الأرجنتيني الذي برز وترك بصمته الأسطورية لدرجة المقارنة بدييغو، لم يعد يوصف بأنه مارادونا الجديد، والكلام عن ليونيل ميسي، والهولندي الذي ترك بصمة فارقة في كرة القدم في العصر الحديث، آرين روبن، لم يتم القول بأنه كرويف الجديد.



لعل الجميع بات مدركاً هذه الأيام أن كرة القدم ليست لعبة فردية، فحتى تجد تشافي الجديد على سبيل المثال، لا بد أن تجد معه الفيس الجديد، وبوسكتش بنسخته الأفضل وكذلك الحال انيستا، ومن أمامهم حركية ميسي، ومدرب يؤمن بأسلوب تشافي… فمن دون ذلك، لن يكون تشافي ذاته يشبه تشافي القديم!


دوامة البحث التي دخلها برشلونة عن تشافي جديد وانيستا جديد والفيس جديد، لن تنتهي أبداً، لأنه ليس هناك نسخة من أحد، وسوف يكون تكلفة هذا البحث مئات الملايين المهدرة، لأن الاعتقاد بأنه يمكن إيجاد نسخة فردية من لاعب آخر ضرب من المستحيل.



لم تجد البرازيل بيليه الجديد، لكنها وجدت أساطير آخرين حققوا لها كأس العالم مرتين في 1994 و2002، ولم تجد المانيا بكنباور ولا أي شخص يقربه من الأسلوب والشخصية، لكنها وجدت من يحقق لها كأس العالم في 1990 و2014.


الفكرة التي يجب أن تفهمها إدارة برشلونة الحالية أو المقبلة، والمسألة التي على الجماهير إدراكها أيضاً، بأنه ليس هناك تشافي ولا انيستا جديد، بل لا بد من التأقلم على عدم وجودهما، بتغيير أسلوب اللعب لشكل يناسب قدرات الموجودين.


 أما وضع الضغوط باستمرار على المواهب، مطالبين إياهم بنسخ تجارب أخرى، دون توفر نفس الأدوات ولا العقلية التدريبية، سيجعلهم مثل الغراب الذي حاول تقليد مشية الطاووس، تائهين في أرض الملعب، وسينتهي بهم الحال مثل أرثر، لا يعرف لماذا جاء .. ولا لماذا رحل!


يأتي بيانيتش الآن كي يكون ميراليم فقط، وسيكون هناك البحث عن بيع “انيستا الجديد” والكلام عن كوتينيو، أما دي يونغ فيجب أن يكون دي يونغ فقط، لا نسخة من أحد، ولا محاكاة لأسلوب آخر، فقد تم شراؤه بمبلغ كبير، لأنه أبدع بكونه هو، لا لكونه شخصاً آخر.


المقال ربما ركز على برشلونة، لكنه فكرة عامة لا تتعلق بالنادي الكتلوني فقط، وينطبق على كل أندية العالم.. فلا يمكن تعويض لاعب خارق بالبحث عن لاعب خارق مثله، بل يمكن ذلك فقط بتعديل نظام اللعب قليلاً وجلب لاعبين مميزين بذاتهم، خارقين، لكن بطريقتهم الخاصة.



تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad










Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *