مقال الاثنين .. أندية تدار بالسوشيال ميديا

محمد عواد – في هذا المقال، ظاهرة عربية وعالمية في آن واحد، فالإنسان هو الإنسان، مهما حاول أن يلعب دور المحترف غير العاطفي، المؤمن بالأرقام والبيانات، فهو بالنهاية يحب أن يشعر بأن الآخرين يؤيدونه ويحبونه.
صعدت السوشيال ميديا بشكل سريع ومؤثر بوضوح في حياتنا اليومية، وباتت تتحكم بالطعام الذي نأكله، والأماكن التي نزورها، وحتى إن لم نشعر بذلك، فنحن ننقاد دون شعور لدرجة حروب قامت وأنظمة تغيرت بسببها، لتكون هناك هناك قاعدة في التسويق الرقمي مفادها “الإنسان يشتري ما يتابعه”.
وازدادت أيضاً قرارات في كرة القدم تأتي دون خطة، متأثرة بموجة السوشيال ميديا الضاغطة، فأكاد أجزم أن 220 مليون يورو التي حصل عليها برشلونة من نيمار، كان بالإمكان إنفاقها بشكل أفضل بكثير، لولا الضغوط الضخمة في شبكات التواصل.
فردد كثيرون بأن كوتينيو هو خليفة انيستا وهذا غير دقيق رغم ثقتي بجودته كلاعب، وأن ديمبلي هو نيمار الجديد، بالتالي تم دفع الكثير لأجله، مع التشديد على أنه كان لاعباً واعداً بجودة عالية ومفيدة، لكنه يبدع على الجهة اليمنى ونيمار كان مرتاحاً في الجهة اليسرى دون تداخل مع مناطق ليونيل ميسي.
في أنديتنا العريبة، مدربون تتم إقالتهم لأن بعض المؤثرين في شبكات التواصل يعتقدون أنهم غير ملائمين، ويطالبون بأسماء معينة، وهذا يخلق جدلاً وضغطاً، ويؤثر على غرف تغيير الملابس، وتكون النهاية.. قرارات عاطفية غير منسجمة مع الوضع الداخلي للنادي، أو حتى الفني.
لاعبون ارتفعت أسعارهم بسبب مقاطع فيديو متداولة وحققت تفاعلاً، وآخرون انتهت مسيرتهم لأن الجمهور التقط لهم هفوة وكرروها حتى يومنا هذا، وإدارات تبحث عن رضا هذا الصخب في السوشيال ميديا، تشتري من يريده الناس، وتبيع من لا يريدونهم.. لتكون النتيجة فوضى حقيقية في عدة أندية كبرى.
ربما يكون وراء هذا الانصياع عدة أسباب، أولها شراء الهدوء في النادي، فالتوتر في منصات التواصل يصل لأروقة الفرق، وأما السبب الثاني فهو العلاقة مع الشركاء والمعلنين، فكلما كان وضع النادي إيجابياً وسط الجماهير تكون العقود أعلى قيمة، وأما السبب الثالث فهو نزعة بشرية لأن نكون محبوبين.
في المستقبل، سيكون النادي الأكثر قدرة على صناعة النجاح، هو النادي الأكثر قدرة على عزل قراراته عن تأثير السوشيال ميديا، ويبقى مؤمنا بخططه، ويعدلها حسب الحاجة المنطقية، لا حاجة المغردين ولا المؤثرين.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad



Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *