عندما تحلق الطائرة بجناح واحد .. روبرتسون مثالاً


جاسر جاءباالله ( تونس ) – حين تشاهد إنطلاقة الفرق في البطولات و ما الدافع الذي يجعلها تحقق الإنجازات و تصل للألقاب، السر في ذلك كان و مازال” الأجنحة “، إذ يعوّل كل مدرب في كرة القدم الحديثة على تقدم اللاعبين يمينا و يسارا وخلق الفارق .
العديد من الثنائيات كانت وراء وصول عديد الفرق لمنصات التتويج بداية من داني ألفيس وخودي ألبا ، لكرفخال و مارسيلو، لعامل المشترك في كل هذه الأسماء أنها كانت شاهداً على تألق فرقها بل وبرعايتها تم الأمر، ومعظم الفرق التي عانت في السنوات الأخيرة كان الجزء الأكبر من التراجع مرتبطً بشكل كبير بالأظهرة و المثال الأكبر تشلسي من بعد رحيل أشلي كول عانى كثيرا في ذلك المركز حتى حصل على لاعب مميز بقيمة تشيلويل . 
حين نعود لموسم إنطلاقة روبرتسون في الدوري الإنكليزي و تحديدا في 2017/2018 سنجد أنه أكثر مدافع صناعة للأهداف خلال كل تلك الفترة في الدوري الإنكليزي  الإسباني ، الإيطالي ، الفرنسي وحتى الألماني ب 31 تمريرة حاسمة . 
روبرتسون واحد من اللاعبين الذين نادرا ما تجدهم يقومون بخطأ و هذا الذي يميز اللاعب العادي من اللاعب المميز ، أندي يقوم بالعرضية بطريقة موزونة بشكل يوهمك أن اللاعب قام بحساب الإرتفاع و القوة قبل إرسال العرضية و الأهم من ذلك طريقة دخوله و التحول من ظهير لجناح ما يخلق تفوقاً عددياً ضد كل خصم و يجعل ماني يدخل للعمق، ليستلم الكرة أقرب للمرمى و يكون أكثر خطورة في الواحد ضد واحد و بزاوية رؤية أكثر وضوحا . 
مع إصابة لاعب بقيمة أرنولد ، اللاعب الذي كان يحمل نصف المهمة الهجومية موازنة مع الأسكتلندي، أصبح الأخير مطالبا بالزيادة و التواجد في نصف ميدان الخصم بشكل أكبر دون نسيان دوره الدفاعي، الذي سيتضاعف خاصة أن مدرب الخصم سيركز على إقفال جهة واحدة هجومية و سيقوم بإرسال الكرات في ظهر الظهير الأيسر مع كل تقدم هجومي له خاصة أن هناك موازنة بين الظهيرين واحد دفاعي و يتمثل في ميلنر و الثاني هجومي وهو روبرتسون.
خروج فيرمينيو من العمق أمتارا نحو الوراء للَعب الكرة الثنائية مع روبرتسون على أقسى الجهة اليسرى حيث يستلم بوبي الكرة من ثم يرسلها في ظهر المدافع أين يستغل روربتسون سرعته و يقوم بالدخول للعمق ثم يقوم بالعرضية إن كانت نحو الداخل أو ككرة أرضية نحو لاعبي الوسط القادمين من الخلف . 
شخصيا ، و طوال متابعتي للكرة لم أشاهد ظهير يحافظ على نفس الإنطلاقة و السرعة والمساندة طوال أكثر من 40 مباراة تقريبا كل موسم ، و الأكثر من ذلك أن عرضياته مازالت دقيقة و موزونة بالمسطرة و محافظة على القوة في كل نهاية مباراة و كأنها بداية المباراة فعلا .
 دعني اذكرك بإحصائية أن أسطورة اليونايتد الحية غاري نيفيل خلال 400 مباراة قام ب 35 أسيست و اليوم روبيرتسون يحطم ذلك الرقم لكن في 160 مباراة فقط !! 
دي بروين هو اللاعب الوحيد الذي صنع أكثر من روبرتسون في الدوري منذ 2017 بفارق 10 أسيست فقط ( 31- 41 ).
دعني أختم بما قاله روبرتسون مؤخرا حين تم سؤاله هل بإمكانك اللعب ك‏قلب دفاع ؟ ‎
روبرتسون أجاب : “سوف ألعب وأقدم أفضل ما لدي ، أيا كان ما يطلبه مني المدرب سأقوم به .”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *