بن ناصر .. رجل يغرد خارج السرب


جاسر جاءباالله (تونس) – في ميلان هذه الأيام يبدو الوضع رائعا ، الكل سعيد بأداء الفريق رغم التعادل الأخير أمام فيرونا في الدوري .
هذا الأداء جعلهم يحلُمون ببطولة ما هذا الموسم و العودة لدوري الأبطال أيضا . 
أغلب اللاعبين يعيشون حالة من “الروقان” المبرر بنتائج مميزة و أداء أكثر تكاملا ، بيولي إستطاع مجاراة الرياح و التحكم بالسفينة و قيادتها نحو شاطىء الأمان .
زلاتان يقدم أشياء مميزة و مُبهرة ، هاكان وواحد من أجمل مواسمه على الإطلاق ، ثيو نجمٌ فوق العادة ، دوناروما حامي العرين الذي أثبت أن غيابه خسارة في حد ذاتها . 
لكن بن ناصر ، رجل يغرد خارج السرب تمامًا هو فعلا ذلك الفتى التي لا تستهويه الكاميرا لكنه يحصل عليها بالقوة ، قوة أدائه الذي يظهر مع غروب شمس كل مباراة .
كان ذلك اللاعب غير معروف، وكانت المخاوف من فشله أكبر بكثير من التفاؤل بنجاحه، و هو الصفقة التي تساءل حولها الجميع و في الأخير ماذا حدث ؟ لقد أصبح مطمعًا لكل الأندية ، الجميع يريد إسماعيل بأي مبلغ .
لكن لماذا ؟ 
الدور الذي يقدمه اللاعب في الميلان يُدَرس وصعب جدًّا أن تجد من هو بنفس مركزه يقوم بالأدوار الموكلة إليه وبنفس الحرفية و الإتقان، مع ذلك المبلغ القليل الذي دفع في حقه ، اللاعب الذي أينما توجه عينيك تشاهده ، يقوم بالأدوار الدفاعية من مساندة و تغطية على الظهير و قطع الكرة من المهاجم في المنطقة من ثمّ بتحوله السريع ليكون عمودا آخر لبناء الهجمة من العمق وإضافة عظيمة للثلاثي الهجومي مع هاكان .
بيولي قال أنه غير متفاجىء بما يقدمه بن ناصر، و أنه يحب مشاهدته في التمارين وهو يعمل بجد و يقدم لمحات من أفضل ما يمكن أن تراها في لاعب .
بصراحة أنا أحترم بلماضي كثيرا ، بشخصيته و نظرته و أسلوب لعبه و أيضا بما وصل له من أداء و جودة مع المنتخب الجزائري و حتى تصريحاته تعتبر مرجعا لمدربي النخبة في العالم العربي تحديدا .
المدرب قال أشياء تلخص كل ما ذكرناه في حق بن ناصر ، إسماعيل لاعب رشيق و موهوب تقنيًا للغاية لديه ردة فعل سريعة يتخذها في جزء من الثانية ، من النادر أن يخطىء في قراراته ، يتحكم بالكرة بشكل مدهش هو من الصف الأول بين جميع اللاعبين في تلك الخاصية.
صديقي ، تحدث عن أي شيء يأمرك به عقلك و قارن بمن تشاء لكن في الأخير إرجع لنفس السطر و تذكر أن إسماعيل بن ناصر هو ” الكيمياء ” في تشكيلة الميلان و اللاعب الذي بيده الحل والربط .
الجزائري يستهوي العيون منذ زمن و ليس اليوم فقط.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *