ماهي الأسباب المؤدية لفشل بيب غورديولا في دوري الأبطال؟


أسامة زهير – دائماً هنالك حديثٌ يثار بين الجماهير عن أسباب عدم نجاح غورديولا في دوري الأبطال بعد خروجه من برشلونة، فالبعض يتحدث انه جلب هذه البطولة مع برشلونة الجيل الذهبي الذي كان يمتلكه، والآخر يقول ان إنجازه كان بفضل افكاره المبدعة التي ينفذها مع الفريق في الملعب .
الحقيقة ان لا احد منهما مخطئ، فالإجابتان لو تم دمجهما ببعض ستنتج إجابة صحيحة بمعنى انهما مكملتان لبعضهما، فلولا وجود الأدوات لما طُبِّق الأسلوب و العكس صحيح .
لكن رغم ذلك فشيء غريب ان نرى بيب غورديولا لا يحقق هذه البطولة مع فريقان يملكان جودة عالية من اللاعبين، وهما (بايرن ميونخ و مانشستر سيتي) ، و لهذا احببت ان أفسّر لكم في هذا المقال بعض الأسباب التي جعلته يفشل بالتتويج بدوري الأبطال :-
– سوء حظه بالإصابات  : 
احياناً كثيرة كنت أرى ان “بيب” غير محظوظ عندما يصل للأدوار الإقصائية يكون هناك إصابات بالجملة لبعض اللاعبين المهمين في الفريق و يكون الخصم الذي يواجهه كبير ، فلا يستطيع ان يعوضهم و يقدم فريقه بنفس المستوى المطلوب ليستطيع التفوق على الخصم ، فهذا ما يسمى بسوء الحظ و احياناً اخرى يكون من ضغط المباريات التي تشتت ذهن المدرب في تركيزه على بطولة واحدة فبالتالي يكون التجهيز سيء للأدوار الإقصائية .
– التفكير العميق :
 في كرة القدم عندما تفكر بشكل عميق للمباراة سيجعل المدرب يخطط بشكل خاطئ و ينسى ان يقوم بقراءة اسلوب الخصم و يجعله يختار التشكيلة الغير مناسبة و يتفلسف بالوقت الخطأ ، و هذا ما يحدث غالباً مع المدرب الأسباني فكم من القرارات الغريبة التي نراها في المباريات الإقصائية التي تضيعه عادة .
– فارق الجودة للأدوات المتاحة :
بيب غورديولا من اكثر المدربين الذي يعتمد على الضغط العالي فعندما لا يمتلك لاعبون يتقنون هذا الأسلوب سيفتقد لأهم سلاح يمتلكه ، غير هذا فأسلوب المدرب الأسباني يحتاج لمدافعين يمتلكون السرعة في الخلف لإنه يعتمد على الدفاع المتقدم فعندما تأتي المرتدات تكون خطِرة على الفريق ، فهذا ايضاً ما لم يُتاح له في اي فريق دربه فيما بعد ، سيأتي احد و يقول لي ان في برشلونة بيب كان يمتلك (بويول و بيكيه) و اللاعبان لا يمتلكان السرعة فسأقول له هذا لإن بيب في برشلونة كان لا يحتاج لذلك لإن الفريق كان يسترجع الكرة سريعاً من الخصم بتنفيذ الضغط العالي بشكل سليم .
– عدم المرونة و مراجعة الأسلوب :
اصبحت الفرق في الفترة الأخيرة تعرف كيف توقّف اسلوب بيب و ذلك بسبب عدم المرونة بالتغيير و تطوير الأسلوب و بنفس الوقت عدم اللعب على قدرات اللاعبين يجعل الفِرَق الاخرى تحفظ اسلوبه و تقرأه في كيفية استغلال الأخطاء المتكررة و استغلال المساحات الكبيرة المتروكة دائماً و ايقاف مفاتيحه ، فهذا كله يُسهل الإطاحة به من الدور الإقصائي .
– غياب من يصنع المفاجأة :
 بيب غورديولا عندما كان مدرباً لبرشلونة كان يملك اسلوب ممتاز و لاعبين ذو جودة عالية و اضف على هذا نجم يصنع المفاجآت و هو ليو ميسي ، النجم الأرجنتيني هو العلامة الفارقة و الزائدة لبيب الذي يحتاج للاعب كميسي ليصنع الفارق له احياناً عندما تذهب الحلول التكتيكة امام الفرق التي تتكتل في الخلف ، فبوجوده تكون الحلول اكثر لانه يصنع المساحات بمراوغاته فيعطي الأفضلية لفريقه عبر صنع الأهداف و تسجيلها بطريقة ساحرة لا مثيل لها و بدقة عالية جداً ، فعندما خرج بيب من برشلونة و حتى الأن لم يمتلك لاعب مثله بقدراته الكبيرة فهذا نقص من كفاءتِه واعتماده على لاعب يصنع المعجزات في الأوقات الصعبة و في أهم و أصعب بطولة في العالم ، فميسي كان متعدد المراكز يصنع له الحلول في الجهة اليمنى او كجناح ايمن او كلاعب رقم 10 او حتى كمهاجم وهمي في الفريق ( فعندما يحفظ و يقرأ الخصم لأسلوب بيب يكون عامل المفاجأة ميسي هو الحل ).
الخلاصة :
هذه ربما تكون بعض الأسباب الرئيسية و منها الفرعية التي تكون سبباً لفشل المدرب في السنوات الماضية ، و دوري ابطال اوروبا بطولة صعبة جداً فليس من السهل على اي مدرب جلبها مع كل الفرق التي سيدربها فالعوامل و الأدوات و حتى الضغوط و الظروف تتغير من فريق لآخر ، في نهاية الأمر بيب مدرب ناجح لن نقيس نجاحه بهذا الإنجاز فقط ليكون من افضل المدربين في التاريخ لإنه وضع بصمته و أضاف الكثير لكرة القدم ، و مع هذا فهو امام فرصة لإحراز اللقب في هذا الموسم بعد التراجع من المنافسة على الدوري لان هذا يقلل من الضغط على فريقه و يزيد التركيز على البطولة الأهم في تاريخ الأزرق السماوي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *