هل توحيد الأسلوب شرط لإستمرار الفوز بالألقاب؟


أسامة زهير – كثير من الجماهير والمحللين تتحدث أن يكون هناك أسلوب معين ينتهجه النادي ليستمر بتحقيق الألقاب، وانا آراه ليس شرطاً لتحقيق الألقاب فهناك أمثلة وتجارب كثيرة يجب الإعتبار منها عن هذا الأمر.
وِحدة الأسلوب لأحد الأندية هذا يعني عليها أن تتبع أسلوب معيّن من(الهجومي الشامل-الأسلوب الدفاعي-الأسلوب المتوازن ما بينهم)وذلك لتحقيق الألقاب عبر السنين الطويلة وتدريب اللاعبين وحتى الناشئين عليها منذ الصغر في أكاديميات الأندية.
وهذا أمر خاطئ يُمكن لأي رياضي أو لاعب أو مدرب وحتى مشجع الإعتقاد به؛ لأن الشيء المنطقي هو التنويع بالأسلوب عبر تغيّر السنين وإختيار المدرب المناسب في الظروف المناسبة لنادي وهنا أقصد من الظروف الإقتصادية وحتى الرياضية (من توفر جودة اللاعبين المناسبين لأسلوب المدرب).
تنويع طريقة اللعب عبر السنين وعدم الثبات لمنهج معين يعني انك حرمت الخصوم من معرفة أسلوبك الذي عادة يُمكن ان يُحفظ مع مرور الوقت وبعدها يفشل تماماً، وهذا الذي حدث في عصر بيب غورديولا مع برشلونة، فكان أسلوبه مفاجئ لكثير من المدربين وإستطاع بذلك الإطاحة بهم والسيطرة لعدة سنين بعدها عرف الخصوم كيف أن يطيحوا به بعد أن درسوا وحفظوا أسلوبه وقاموا بعمل خطط مضادة لايقافه.
لذلك باتت إدارة برشلونة السابقة في فترة ما بعد بيب تجلب مدربين من نوع آخر (أنريكي وسيتين وفالفيردي) الأخير الذي يبدو ان أسلوبه متوازن بعض الشيء ورغم ذلك لا يعجب الجماهير (بإعتباره ممل) لكنه جلب الألقاب للنادي، وحتى غورديولا الذي دائماً ما كان يعتمد على الأسلوب الهجومي الشامل أصبح أسلوبه مرناً بعض الشيء، بعد اقتناعه بأن أسلوبه يمكن أن يتصدى له في انجلترا وبعدها سيخسر كل شيء كما حدث في موسمه الأول مع السيتي.
حتى إذا ذهبنا للمنافس الآخر ريال مدريد كان في السنوات الاخيرة متنوع بطريقة لعبه مع تغيّر المدربين ومع هذا يستمر بحصد الألقاب الأوروبية والمحلية احياناً، ومثال آخر يأتي مورينيو الذي لم يغير من أسلوبه كثيراً رغم رحيله لعدة في الدوريات الكبرى إلا انه يعتمد على الطريقة الدفاعية الشرسة والمرتدات ولم يطوّر من اسلوبه لذلك فشل في آخر تجربتين مع تشيلسي ومانشستر يونايتد (نوعاً ما) وحتى الآن لا نرى الكثير من التغيرات مع توتنهام.
بمعنى آخر أن كرة القدم يجب دائماً أن تجدد فيها بكل فترة من أسلوبك وأفكارك، وأن تخترع وتضيف لطريقة لعبك خطط جديدة حسب الأدوات المتاحة، لأن التنويع والإختراع من أهم أساسيات الإستمرار بنجاح الأندية لتتويجها بالألقاب وإستمرار كسب الجماهير وأنصار جديدة لنادي، فبالتالي على الجماهير التي تريد المتعة عليها أن تتقبل هذا التغيّر في كل فترة لأن دوام الحال من المُحال.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *