لأنَّ دوري الأبطال ليس هو وحده المعيار.. كما علمنا دي ماتيو


سعيد خليل – “في مباراة الذهاب سجلنا هدفًا بعد أن مرت كرة محرز من بين وركين، واليوم في الشوط الاول كرة ماركينيوس اصطدمت بالعارضة، أنت قد تخرج بسبب هذه التفاصيل”.
هذا كان تصريح غوارديولا الأمس بعد التأهل أمام باريس، تصريح قد يُفسَّر على أنه تواضع من بيب، أو إنكار لذاته وما فعله حتى تمكن من تخطي خصم لم يكن سهلًا، ولكنه في الواقع، تصريح يحكي الكثير عن اللعبة في وقتنا هذا.
لقد وصل بيب أخيرًا إلى نهائي دوري الأبطال، وبات على بعد خطوة واحدة من البطولة الَّتي يعتبرها الكثيرون المقياس الحقيقي لمدى جودته، فإذا حققها، أصبح مدربًا عبقريًا، وإذا لم يحققها، سيبقى المدرب الَّذي دفع مليار يورو، ولم يفز بالأبطال.
طبعًا نحن لسنا هنا لنتناقش حول بيب، لكل واحد فينا رأيه، ولكننا هنا لنتحدث عن هذا المقياس، الَّذي وعلى عكس ما هو شائع، لا يعتبر كافيًا إطلاقًا للحكم على عمل أي مدرب، وذلك لأنَّ دوري الأبطال هي بطولة تفاصيل بالدرجة الاولى، من الممكن أن لا تخضع للمنطق، وأحيانًا لقطة واحدة فيها قد تغيِّر مسار كل شيء.
في موسم ٢٠١٨/٢٠١٩ مثلًا، الَّذي فاز فيه ليفربول بالبطولة وكسر كلوب نحسه أخيرًا، كان هناك تصديًا خارقًا في أخر دقيقة لأليسون أمام نابولي في دور المجموعات، لو لم يحدث هذا التصدي، لما تأهل ليفربول أصلًا إلى الأدوار الإقصائية، وذلك لأنهم كانوا بحاجة لأن يخرجوا من المباراة بنتيجة واحد صفر حتى يعبروا، ما يعني أنَّ سبب وقوفهم على منصة التتويج في النهاية، كان سببه هذا التصدي، هذه اللحظة، هذه التفصيلة.
صاحب الانجاز التاريخي في دوري الأبطال زين الدين زيدان نفسه عندما سألوه أيهما أصعب الدوري أو الأبطال، كانت إجابته وبكل الوضوح “الدوري”، وهي الإجابة الَّتي يتفق عليها أي مدرب كبير مثل زيزو، الَّذي بالمناسبة يعد مدربًا كبيرًا لأسباب كثيرة وليس فقط لأنه جلب ثلاثية أبطال بالرغم من صعوبة الانجاز طبعًا.
بالنسبة لإجابة زيدان، فتفسيرها بسيط، وهو أنَّ الدوري يحتاج جهدًا أكبر بكثير، واستمرارية أكبر بكثير، وتحضيرًا أكبر بكثير.
أما الأبطال، فأنت قد تفوز ولو كنت سيئًا، وقد تخسر حتى لو كنت عظيمًا، فأين العدل في إطلاق الأحكام هنا؟
لك كامل الحرية في أن ترى أي مدرب عظيم أو العكس، ولكن في الحالتين، رجاءًا لا تبني رأيك على نتائج بطولة لا تخضع للمنطق دائمًا، لأنَّ دي ماتيو الَّذي حققها عام ٢٠١٢، نحن لا نعرف أين هو اليوم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *