أيهما أفضل الكرة الجميلة أم الواقعية والتحفّظ؟


فارس الثنيان – نسبة عظمى من الجماهير تفضل الكرة الجميلة، وأن ترى فريقها يقدم أداء مبهج، يسر الناظرين والمتابعين، أما الواقعية فهي تخدم مصلحة الفريق كما يراها بعض المدربين.
سانتوس على سبيل المثال مدرب واقعي ويلعب بتحفظ، فهو يركز على النتيجة بصرف النظر عن الأداء أو الكرة الجميلة، والنتيجة هي تحقيق المنتخب البرتغالي لبطولة اليورو بعد ثلاث تعادلات في الدور الاول، وانتصار وحيد في الوقت الأصلي في الأدوار الإقصائية، وعلى الرغم أن الإنتقادات طالت سانتوس من قِبل البرتغاليين بسبب أسلوبه، لكنه لا يزال يؤمن أن هذه المنهجية ستحقق له نتائج إيجابية. 
ديشامب مدرب فرنسا كذلك يلعب بواقعية أمام الكبار ، يعتمد على الكثافة العددية في الخلف، وتضييق المساحات، وخطف هدف من خلال المواقف الثابتة أو التحولات، وعندما يحقق ديشامب لقب اليورو مثلاً، فلن يتحدث الجمهور عن الأداء أو الطريقة التي كان يلعب بها.
حقق الإنتصار على بلجيكا في نصف نهائي المونديال الأخير بواقعية، بهدف وحيد من ضربة ركنية؛ بلجيكا قدمت عروض طيبة لكنها وجدت الطريق مسدود أمام الديوك، بلجيكا الأن في اليورو ليست كما كانت في مونديال روسيا، تفتقر للتناسق، وأعتمادها أكثر على جودة الأفراد، وليس المنظومة، كما أنها تعاني في الشق الدفاعي، والمنتخب يشهد نهاية جيل.
إيطاليا حالياً تقدم كرة جميلة بقيادة مانشيني، والمختلفة تماماً عن النهج الإيطالي المتبع، والذي يعتمد على المنظومة الدفاعية، لكن أحياناً ظروف المباراة تجعل المدرب يلعب بطريقة لا يفضلها، لكنها المطلب لكي ينتصر.
الكرة الجميلة يرحب بها الجمهور عموماً، وخصوصاً المتابعين المحايدين، أن تلعب كرة جميلة وتهاجم بكثافة وتضغط أمام الكبار، فإنك ستترك ثغرات بالخلف، تسمح لخصمك باستغلالها، ويصبح مرماك معرضًا للتهديد في مناسبات عديدة.
في المباريات الإقصائية، أنت بحاجة للنتيجة وليس الأداء أو الإمتاع، اللعب بتحفظ أمام الكبار، يجني الثمار، ويأتي بالانتصار، وديشامب لعب بتحفظ في مونديال روسيا، ووصل إلى النهائي، قبل الفوز على كرواتيا وجلب الكأس لفرنسا. 
هولندا في يورو 2008، أكتسحت إيطاليا بطلة العالم آنذاك بثلاثية، وفرنسا وصيفة مونديال 2006 برباعية، في الدور الاول، والجميع كان يقول أن هولندا هي البطلة، بعد المستوى البديع التي قدمته، لكنها خرجت من روسيا في ربع النهائي بثلاثية، فليست كل المباريات تُلعب بنفس المنهجية، وبرتم عالٍ؛ فإن باستن مدرب الطواحين حينها، أفتقر للواقعية وخسر الرهان. 
حسابات دور خروج المغلوب مغايرة، والظروف تختلف عن الدور الأول، المدرب الرزين هو الذي يعرف كيف يلعب بطريقة تتماشى مع ظروف المباراة، وتحقق له الهدف الأسمى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *