لابورتا وكومان…قصة الألف إهانة وإهانة!


محمد بلقاسم – بعدما توج برشلونة بكأس الملك أمام بيلباو شهر أبريل الماضي، خرجت صحيفة “آس” بتقرير ذكرت فيه أن خوان لابورتا لا يزال غير مقتنع بمدربه الهولندي رونالد كومان وأن بقاؤه غير مؤكد على الإطلاق، قناعة أكدتها نهاية “البلاوغرانا” في الليغا وتحديداً خسارة غرناطة في “كامب نو” والتي رهنت حظوظ الفريق في التتويج باللقب، وبعدها بأيام بدأ الحديث عن جس الرئيس لنبض ركائز الفريق حول التعاقد مع تشافي كخليفة للهولندي، قبل أن ينكشف الستار ويجتمع الرئيس بمدربه وجها لوجه في أواخر مايو لمدة 28 دقيقة، وقتها أعترف لابورتا لـ كومان بأنه يبحث عن خليفة له، وأن بقاؤه سيكون فقط في حالة واحدة وهي عدم العثور على مدرب مناسب.
اجتماع الرجلين الذي كشفت قناة TV3 الكتالونية الستار عن تفاصيله جعلت الجميع يقتنعون بأن المدرب سيحتفظ بكرامته وسيقدم استقالته، إلا أن كومان كان له رأي آخر تماماً رغم شعوره بإهانة كبيرة، فبعدها بيوم واحد اشتعلت حرب تصريحات قوية بين رئيس “البلاوغرانا” وشركة “واسرمان” المكلفة بإدارة أعمال كومان والتي ردت بتغريدة ساخرة قالت فيها: “تخيل، تقول لشخص: أريد أن أتزوجك ولكن لدي شكوك، أعطني أسبوعين للعثور على شريك أفضل وإن لم أجد الشخص المناسب سنتزوج على أي حال”.
ما حدث في اجتماع الـ 28 دقيقة والذي رد عليه وكلاء كومان، أكده لابورتا بشكل علني حين قال: “إن لم نجد مدربا فسيحظى كومان بالثقة”، كلام اعتبره الجميع إهانة تستحق ردة فعل حقيقية، إلا كومان الذي تمسك بمنصبه ورفض فكرة الرحيل بشكل مطلق حتى وإن كان ذلك على حساب كرامته، فكونه الخيار الثاني اليوم لن يجعله يوما خياراً أولا، ورغم مرور الأشهر، لا يزال الهولندي يعيش حرباً باردة وصراع تصريحات قوي مع رئيسه وهو ما يشير إلى نهاية قريبة قد تفرضها نتائج سلبية محتملة بداية من قمة الغد أمام بايرن ميونيخ.
في الثاني من شهر يونيو الماضي أكد إعلام كتالونيا بقاء كومان ولكن بشروط، فالهولندي وافق على مقترحات لابورتا وقام بتنازلات بعضها مهين فعلا من الناحية الكروية لأجل البقاء، وقتها أجمع الإعلاميون المقربون من بيت “البلاوغرانا” على أن إبن الأراضي المنخفضة مدرب “ضعيف الشخصية”، وصف أطلقه لويس سواريز قبل الجميع حين أكد أن كومان تحدث معه وأخبره بأنه سيعتمد عليه إن أنهى مشكلته مع إدارة بارتوميو، ما يعني أن الأوروغواياني حتى وإن كان خياراً كرويا مميزا، إلا أنه لن يلعب لأنه كان مرفوضاً من جانب إدارةٍ وُصفت لاحقا بالفاشلة، وبعدها كرر “رونالد” تنازلاته الكروية وقبل اللعب بخطة 4-3-3 مهما كان الثمن كشرط بارز لأجل الإستمرار.
عندما بدأ لابورتا البحث عن خليفة كومان صرح قائلا: “أفضل اللعب بخطة 4-3-3، أنا أحب كرة القدم وفي هذا الموسم كانت هناك لحظات لم تعجبني، لطالما امتلكت يوهان كرويف بداخلي”، وقبل أيام قليلة أجرى كومان مقابلة صحفية مع “سبورت” حاول فيها رد الإعتبار لنفسه وأوضح أن الخطة ليست مفروضة عليه قائلا: “أنا من عشاق خطة 4-3-3 ولكن هناك مباريات وأوقات خلال الموسم تفرض عليك تغييرها”، وأضاف: “أنا (كرويفيستا) ولكنني واقعي أيضا، لطالما حاول كرويف السيطرة على المباريات كما يُريد هو، المدرب هو المسؤول عن القرارات الفنية والتكتيكية”.
كومان لم يتوقف هنا وجدد تصريحاته المثيرة يوم أمس بالقول: “علاقتي تحسنت مع الرئيس لكنه لم يكن حكيما مرتين، لقد ألمح إلى أن المدرب لا يملك كامل الصلاحيات”، كلام أزعج لابورتا كثيرا، بل وزاد من توتر الوضع في بيت “البلاوغرانا”، ومثلما حدث في عدة مرات سابقة، فإن أي صلح محتمل سيحدث فقط لأنه لا توجد خيارات أخرى، أما إن ساءت النتائج بداية من لقاء بايرن ووجد رئيس النادي حلولا مغايرة، فيُمكن القول وقتها بأن الهولندي سيخرج من البارصا بطريقة ستتسبب في الكثير من الكلام، وهنا أستذكر تصريح لابورتا في عز أزمته مع مدربه حين قال: “في عهدتي من يخسر يتحمل العواقب”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *