رؤية عبقرية ممزوجة بالموهبة والكثير من الكسل وسوء المزاج

طارق عياد – هو تجسيد فعلي ومثالي لمقولة بيرلو :”كرة القدم تلعب بالعقل، القدمين مجرد وسيلة”، خوزيه ماريا غوتيراز هيرنانديز، “غوتي” واحد من أكثر اللاعبين الذين ظلموا نفسهم وظلمتهم أنديتهم، هو بالطبع يملك نظرة شاملة للميدان تتجسد في تمريراته الغير عادية أو منطقية لزملائه، نسبة إختيار أي لاعب أخر لقرار غوتي في تمرير في نفس المكان أو بنفس طريقة قليلة جداً لصعوبة الأمر الذي يبدو لنا المشاهدين سهلاً.
فالفتى الأشقر الذي قضى 15 عام من رحلته في مدريد حبًا للنادي ورفض الخروج منه رغم أنه كان يلعب لدقائق معدودة في بعض المواسم، لعب في أكثر من مركز رغم أن مركزه الأصلي لاعب خط وسط مركزي بأدوار هجومية، في كل مرة إحتاجه النادي أو المدرب كان جاهز للعب في مركز وسط أيمن، وسط أيسر، صانع العاب، إرتكاز، مهاجم ثاني بل حتى قلب هجوم.
في موسم 2000/2001 أصيب كل من فيرناندو موريانتس و راؤول غونزاليس، فقام ديل بوسكي مدرب الفريق وقتها بوضع غوتي في مركز قلب هجوم لـ8 مباريات سجل فيها 6 وصنع هدفين ليخرج من الموسم كاملاً بـ18 هدف و7 أسيست.
رغم كل ما كان يقدمه اللاعب إلا أنه لم يجد حظه الكافي، مشروع غلاكتيكوس دمر اللاعب تقريباً، زيدان لاعب خط وسط جديد ثم رونالدو قلب هجوم ثم بيكهام لاعب خط وسط اخر إلى حدود خروج زيدان عام 2006 أين عاد غوتي لمركزه المفضل وهو صانع ألعاب ثم تم إنتداب ريكاردو كاكا لاحقاً، مهما كان ما يقدمه لاعب كانت فكرة ريال مدريد دائماً هي شراء لاعبين من أندية أخرى لأسباب إقتصادية واعلامية.
لم تكن هذه مشكلة اللاعب الوحيدة في عدم كتابة مسيرة أفضل، مشكلة غوتي كانت غوتي!.
لاعب عنده مشاكل كثيرة مع مدربيه فابيو كابيلو ومانويل بيلغريني لم يكن يعجبهم سلوك اللاعب في الملعب أو في تدربيات، كان يصل متأخرًا للتمارين ويشارك بكسل وعدم جدية مع مشاكل مع زملائه في غرف الملابس فأصبح وقته أقل للعب.
ورغم كل هذا كان يرفض العروض للخروج بل صرح :”أفضل أن العب 30 دقيقة مهمة في ريال مدريد على لعب 90 دقيقة في مكان آخر”.
مسيرته جيدة جداً كألقاب فاز بـ15 لقب مع ريال مدريد منهم 3 دوري الأبطال،مرتين كأس القارات، مرة كأس السوبر الاوروبي، 5 مرات بطل الدوري الاسباني و 4 بطل السوبر الاسباني.
لعب مع ريال مدريد 542 مباراة؛ سجل 77 هدف وصنع 90 هدف.
ثم إنتقل لشبكتاش التركي موسم 2010-2011 ليلعب 40 مباراة سجل فيهم 12 هدف وصنع 14 ثم إعتزل في 1 نوفمبر 2011 ليتوجه لاحقاً لميدان التدريب.
موهبة اللاعب شهد بيها كل من ويسلي شنايدر لاعب المنتخب الهولندي :” أكثر لاعب موهوب شاهدته بالقميص الابيض؟ غوتي “.
و رونالدو الظاهرة :” غوتي واحد من أكثر اللاعبين موهبة في المجموعة، يفعل الكثير من الامور التي لا تصدق فهمو يملك نظرة شاملة حتى بدون النظر إليك يمكنك الحصول على كرات لا تصدق”.
مهما كانت ميولاتك الخاصة لناديك، عليك حقاً إعادة مشاهدة غوتي والإستمتاع بعينه الثالثة التي تعطيه فكرة على ما يحدث خلف ظهره وكعبه الذي يميز تمريراته.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *