ليونيل ميسي.. صديق الرحلة الثابت وسط متغيرات الحياة.


سعيد خليل – لقد عرفت ليو منذ أن عرفت كرة القدم، منذ أن كنت لا أزال طفلًا صغيرًا اشاهد المباريات المتأخرة بالسر دون أن يراني أحد، وذلك لأنني يجب أن أستيقظ باكرًا حتى أذهب للمدرسة، هناك حيث سيكون بانتظاري بضعة من أصدقائي المتحمسين لنلعب مباراةً معًا، وحين يغضب أحدًا فينا من الآخر، تكون أول جملة على لسانه: “أتظن نفسك ميسي؟”؛ إيمانًا منه بأن هذا السؤال الساخر هو أقصى درجات الإهانة باللعبة.
ومع ذلك، تلك كانت الحقيقة فعلًا، كل واحد فينا ذلك الصباح كان يحاول أن يكون ميسي، كل واحد فينا كان يحاول أن يكرر ما شاهده منه في الليلة الماضية، حين راوغ نصف الفريق، ثم وضع الكرة من فوق الحارس، في مشهد سينمائي للغاية، من فرط سذاجتنا كنا نظن أن تكراره بهذه البساطة.
كبرت، لم أعد أشاهد المباريات بالسر، رحلتي المدرسية انتهت وتفرغت للحياة بعدها، كل أصدقائي رحلوا، الكثير من الأشياء تغيرت في العالم، وفي حياتي؛ ولكن شيئا واحدا لم يتغير.. ميسي وهو يراوغ نصف الفريق، ثم يضع الكرة من فوق الحارس، في مشهد سينمائي للغاية، من فرط سذاجتي كنت أظن أنه غير قابل للتكرار، واكتشفت لاحقًا أن ليو سيبقى يكرره، وسيبقى الجميع في كل مرة يتساقطون أمامه، مثل أول مرة شاهدتهم يتساقطون بها، قبل أعوام طويلة وأنا أتمسمر أمام التلفاز سرًا.
لقد رافقني ليو في كل مراحل حياتي دون أن يتغير أبدًا، لا يتعلق الأمر بالحب أو العاطفة بقدر ما يتعلق بفكرة أن صاحب الرقم ١٠ كان دائمًا هناك، على دفاتري وكتبي، في نقاشاتي وجدالاتي، في منتصف الاسبوع وآخره، على شاشة التلفاز في غرفتي وبين قمصان الكرة في خزانتي. لم أكن أعرف كيف أهرب منه لأنني لم أكن أعرف كيف أهرب من كرة القدم، وأينما وُجِدت الأخيرة، وجدت الأولى، كأنهما شيئان لا يفترقان، كأنهما كلمات مردافة لبعضهما.. ميسي وكرة القدم!
عيد ميلاد ٣٥ سعيد لليونيل أندريس ميسي، صديق الرحلة الذي لم يتغير، والرجل الذي لا أعرف كيف سيكون شكل كرة القدم في نظري، حين لا يعد موجودًا، كما عودني دائمًا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *