فلورنتينو بيريز، رئيس دولة وليس رئيس نادي.


سعيد خليل – تخيل أن تفشل في إبرام صفقة الكل كان يراهن على نجاحك في إتمامها، ثم يستضيفك بعدها بشهر صحفي مختص بالشو الإعلامي مثل بيديريرول، كل ما برأسه هي أسئلة عن هذا الموضوع الذي فشلت فيه، أسئلة قادرة أن تربكك وتحرجك.
ومع ذلك، تخرج منها دون أي خطأ، دون أي زلة لسان، ودون أن تهرب من أي سؤال!
مقابلة فلورنتينو هذه هي أكبر دليل لماذا لا أحد يتحدث للإعلام أفضل من هذا الرجل. بدايةً أوضح جيدًا بأن مبابي لم يخن كلمته، وأن حلمه كان دائما اللعب لمدريد، وأن قراره بالتجديد كان نتيجة ضغوطات حولته لشخص آخر، ولهذا فهو يتفهم موقفه.
ولكنه في الوقت ذاته، وهنا مربط الفرس، أكد بيريز أيضا أنه لا يريد هذا الشخص، لا يريد “مبابي هذا” كما وصفه، لا يريد أي لاعب يعتقد نفسه أكبر من النادي، فهذا لن يحدث في ريال مدريد.
إجابات دقيقة ومتوازنة وكل حرف فيها في محله، ليست حادة وليست متساهلة، ليست مشابهة لما قد يقوله المشجع العاطفي، ولكنها لا تستفزه أيضا. بل تجعله يفهم كيف يفكر رئيسه، الذي ربما يحاول مجددا التعاقد مع مبابي، ولكن ليس بأي ثمن.
هذا ما يقال عنه، فن في إدارة الحوار!
ربما يأتي مبابي لاحقا، وربما يعوضه نجم آخر، لا أعرف في الحقيقة. ما أعرفه فقط هو أن لا أحد، لا أحد إطلاقا، سيعوض الرئيس بكل معنى الكلمة، فلورنتينو بيريز.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *