مورينهو الرجل الإستثنائي!


الدنين البشير – جوزيه مورينهو المغرور الذي تواضع قليلا للحكمة قائلا جملته الوجودية << من يعرف كرة القدم جيدا ، يعرف بأنه لا يعرف كرة القدم >> مقولة فلسفية يملؤها التواضع الذي يرى ساكي بأنه بداية المعرفة ، تاريخ اللعبة متشعب بالإيديولوجيات المختلفة و الأشكال المتنوعة من المدربين ،ففي عالم جوزيه لا توجد المساحات كلها  مغلقة ، كل شيئ يدور حول الدفاع . 
“هذا العام سيكون الأهم في حياتك، لذلك انتبه لكل ما سأقوله، افتح عينيك أكثر من العادي” مرر لويس فان خال هذه الكلمات المليئة بالغرور لتلميذه جوزيه مورينهو الرجل الذي شابهه في السجية و الشخصية  عندما كان مساعدا له في برشلونة. 
كانت القصة الجميلة  عندما قال لكوستينا رئيس بورتو أنذاك دعنا نحلم ، الموسم القادم سنكون الأبطال ، ظن الجميع أنه رجل مغرور ، لكنه حقق الحلم الذي أعاد النور للبرتغال بعدما كانت تعيش في غياهب الظلام . 
على المستوى التكيكي مورينهو في بورتو كان من أنجح المدربين الذي يعتمدون على الضغط العكسي و من أكثر الأشخاص الذين طورو مفهومه ، و في مرحلة في الإنتر أعطى أولوية للكرة الدفاعية في فترة كان يعتمد أكثر على الصلابة و إغلاق المساحات في الخلف و التنظيم الخططي في الثلث الأول.
أما في الشق الهجومية عادة يعطي اللاعبين مساحة للتعبير أنفسهم بتعريف ماكس المرتدات بدرجة أولى و  الكرات الطولية الموجهة للمهاجمين ، كما انه مدرب مرن سريع التأقلم و مكون جيد للأسلوب من خلال الجزئيات الصغيرة ، طبعا هذا تعريف بسيط لأن حياة مورينهو لا تلخصها الكتب.
لا يختلف إثنان يمتلكان منطق موضوعي لتصنيف ان مورينهو أحد أعظم مدربي الألفية الجديدة لما حقق من نجاحات و طور من أفكار  ، و آمن بمعتقداته ، فالفشل أمر حتمي للكل مدرب ، جميع المدربين فشلو في عدة محطات لكن هذا لا يؤهلنا لرمي أحكامنا و إعطاء إمتيازات من هو أفضل و من هو أسوء . 
جوزيه أنتصر في بداية الألفية بفريق بلاعبين ذو جودة عادية و أنتصر في الإنتر بنظام واقعي ، لكنه ربما واجه مشاكل الإنفتاح على الحداثة و تقديس الكرة الهجومية لكن كل هذا لا يعطينا الأحقية في تسفيه مقداره كمدرب ، بل يجب تقبل أنه من بين الأعظم دون التركيز على الأشياء العاطفية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *