سعيد خليل – من السهل أن تنتقد هالاند بعد ليلة سجل فيها ٥ أهداف في دور ال١٦ من دوري الأبطال، وربما تصنع عنه النكات أيضًا، لأنه سجل ال٥ أهداف، مرة أخرى، سجل ال٥ أهداف، بطرق تبدو سخيفة وسهلة، ويمكن لك أنت شخصيًا لو كنت مكانه أن تسجلها.
المفارقة هنا أننا لسنا بحاجة لخدماتك، أو لخدمات أي متابع بسيط مثلنا، يتحدى بأنه يستطيع أن يسجل الأهداف التي سجلها هالاند، وذلك لأن هناك آلاف اللاعبين الذين مروا على اللعبة، ولا زالوا يفعلون كل يوم، ولم ينجح أي أحد فيهم، أن يسجل خماسية في ٦٠ دقيقة، باستثناء لاعبين، على مدار دوري الأبطال بأكمله!
قد لا يكون هالاند ممتعًا كفاية، ونادرًا ما ستشاهد له هدفًا خارقًا، ولكنك ستشاهده أكثر من غيره في زاوية الملعب يحتفل بجنون، لأنه لا يهتم بالطريقة التي يسجل بها، هو يريد أن يسجل فقط، أن يركل الكرة بالأحرى كما يقول بنفسه، وهو لا يفعل ذلك فقط لأنه يريد ذلك، وإنما لأنه يعرف كيف يفعل ذلك!
يرى الناس دائمًا النتيجة النهائية بينما يتجاهلون السياق وكل ما سبق، وفي حالة هالاند تحديدًا، إن كانت أهدافه سخيفة، فهذا لأنه هو من يقوم بتسخيفها، بتمركزه وفطرته وحسه التهديفي، بقرائته الممتازة لمسار الكرات، بلعبه في ظهر المدافعين، بكل هذه المهارات، التي على عكس أهدافه، فهي ليست سخيفة أبدًا.
