استراتيجية هروب برشلونة من عقوبة الفيفا واللعب المالي النظيف

محمد عواد – كووورة – تلقى برشلونة يوم أمس أخباراً غير جيدة، فقد تم رفض استئنافه بشأن قضية التعاقد مع اللاعبين القصر، وتم حرمانه من الانتقالات حتى عام 2016، مما يضع النادي في أزمة عدم تجديد دماء الصيف المقبل، وهو أمر إن حدث فلن يكون محمود العواقب.

استراتيجية الهروب:
ما إن أعلنت لجنة الاستئناف عن فرض العقوبات من جديد، نشرت الصحف الكتلونية استراتيجية لبرشلونة قائمة على شراء لاعبين وإبقائهم مع فرقهم هذا الصيف، على أن ينتقلوا إليه الموسم المقبل بشكل قانوني بحت.

فشراء اللاعب الآن وتسجيل أوراقه كلاعب لبرشلونة وإعارته، يجعله مستثنى الصيف المقبل من العقوبة، وبرشلونة محظوظ للغاية بتوقيت عقوبته الأولى التي نجح الاستئناف بتجميدها وبالتالي استطاع تجديد صفوفه هذا الصيف، ثم بتوقيت رفض الاستئناف الذي يعطيه فرصة للتخطيط حتى في ظل العقوبة.

لكن الصحافة الكتلونية لم توضح كيفية الهروب من قوانين اللعب المالي النظيف، فشراء برشلونة أسماء كبيرة سيجعله يخسر بالتأكيد، وهو أمر سيوقعه في صدام مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

الهروب من قوانين اللعب المالي النظيف:
لا يستطيع برشلونة شراء لاعبين من جودة كوكي ورويس وغيرهم الآن، لأن هذا سيجعله يدخل في حسابات الخسارة المالية، مما يفرض عليه عقوبة جديدة تتعلق بمخالفتها، لكن هناك طريقة للهروب من هذا الفخ أيضاً.

الطريقة تتمثل بأن تكون الصفقة مؤجلة الدفع، فمثلاً يتم شراء كوكي مقابل 45 مليون يورو، تدفع منها الآن مبلغ رمزي مثل 5 مليون يورو، ويتم دفع الباقي في الصيف المقبل، وكذلك الحال مع باقي المطلوبين .. لكن هذا يحتاج علاقات قوية مع الأندية المالكة للاعبين لإقناعهم بهذا الحل، والذي سيكون بمثابة الالتفاف على العقوبات، وقد ينتج عنه تحقيقات مستقبلاً في حال أرادت الفيفا تعقيد الأمور.

المراكز التي تحتاج إلى تدعيم:
برشلونة سيخسر الصيف المقبل كل من دانييل ألفيس وتشافي هرنانديز لنهاية عقدهما، وهو غير متأكد من نجاح الصفقات الجديدة في خط الدفاع أو حتى ايفان راكيتيتش في خط الوسط، بالتالي عليه أن يفكر بسرعة في هذا الشأن.

التعاقد مع ظهير أيمن بمواصفات عالمية يبدو ضرورة للمستقبل، فحتى دوجلاس البرازيلي قيل عنه في الصحف الإسبانية أنه أقل من مستوى برشلونة، وبالتالي قد يكون كوادرادو هو الحل المؤجل حتى الصيف المقبل.

كوكي بديل محتمل لتشافي هرنانديز، بل إن لاعب أتلتيكو مدريد اعترف بالاهتمام بهذا التحرك من الطرفين، ويضاف إلى ذلك الكلام الكثير عن ماركو رويس النجم الألماني الذي سيعطي برشلونة بعداً تكتيكياً جديداً لإستطاعته اللعب في عدة مراكز، مما يعطي الفريق العمق المطلوب في موسم ما بعد الحرمان، بغض النظر عن أداء ايفان أو حتى لويس سواريز مع برشلونة.

لماذا محكمة التحكيم الرياضية؟
برشلونة كان يعرف جيداً أن استئنافه سيرفض لذلك سارع بحسم الصفقات كلها تجنباً لإيقافه خلال هذا الصيف، كما أعلن اليوم أنه ذاهب لمحكمة التحكيم الرياضية، فلماذا اللجوء إليها ما دام يملك مهرباً؟ وهل سيغامر بالمراهنة على قرارها مع نسيان خطة الهروب المذكورة أعلاه؟

مغامرة الرهان على قرارها ستكون قراراً غير منطقي أبداً وفيه قلة خبرة، فالصفقات السابقة إن تم شراؤها ليس فيها أي مخاطرة إلا في حال إصابة أي منهم، لكن من حيث الجودة فهم موثوق بهم من قبل الجميع.

أما لماذا اللجوء إليها ما دام هناك مهرب، فجوابه أن برشلونة يريد أن يغسل سمعة لاماسيا، يريد أن يثبت أنها ليست مركزاً لاستقدام اللاعبين بشكل غير شرعي، فهذه الأكاديمية شكلت جزءاً من قيمة وقيم النادي، والحفاظ عليها لامعة خطوة مهمة لا بد منها.

إنقاذ سمعة لاماسيا جزء من إنقاذ سمعة برشلونة الذي تورط في عدة قضايا مؤخراً نتيجة مخالفات ارتكبت تحت قيادة الرئيس ساندرو روسيل، وبالتالي فأخذ قرار بالبراءة مهم لغايات الاسم والعلامة التجارية والرياضة، وليس فقط لغايات رفع العقوبة ذاتها.



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *