قراءة سريعة عن مباريات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا


أسامة زهير- تعادل ريال مدريد مع تشيلسي في المباراة الأولى فيما فاز مانشستر سيتي على باريس سان جيرمان في قمم تليق بدوري أبطال أوروبا التي دائماً ما تمتعنا في مبارياتها أكثر من أي بطولة أخرى في العالم.
بالنسبة لمباراة ريال مدريد الذي عانى كثيراً أمام تشيلسي وكانت الفعالية الهجومية سيئة لعدم مساندة بنزيما بلاعب جناح أخر وبنفس الوقت فينسوس كان مراقب جداً فأي كرة يلمسها يكون مضغوط تقطع منه وحتى كروس ومودريتش وكاسيميرو لم يستطيعوا بناء الهجمات والخروج بالكرة من الضغط العالي وامداد المهاجمين بالكرات، غير ذلك فخطة ٣-٥-٢ بوجود مارسيلو العجوز وكارفخال العائد من الإصابة جعل هناك مساحات في الدفاع الذي اُخترق بسهولة وبنفس الوقت خسر الرهان بالوسط، لذلك الريال يحتاج عودة المصابين أولهم ميندي وفالفيردي والاعتماد على تشكيل ٤-٤-٢ أو ٤-٣-٣ ستكون أفضل في الإياب لزيدان بوجودهما.
تشيلسي أظهر أنيابه مع الريال منذ البداية فضغط بقوة في معظم أوقات المباراة وخنق لاعبي الريال في مناطقهم، وكان قد أعتمد توخيل على تشكيل مثلث الهرمي بين اللاعبين وبنفس الوقت التحرك وراء المدافعين بعد تمريرات قصيرة وسريعة وبهذا شتت تركيز الخصم وأبطل ضغطهم، والحل الآخر الذي أعتمد عليه كان بمهارة كانتي وبوليسيتش في اختراق وسط الريال، صناعة الفرص كانت مهمة كانتي وجورجينيو وحتى روديجر قدم تمريرة الهدف لبوليسيتش الأخير الذي هرب من الدفاع بكل ذكاء لأنه تحرك بالمساحة الخالية بالوقت المناسب وعرف كيف يخرج الحارس ويسجل الهدف، ما يُعاب على لاعبي توخيل أنهم لم يستطيعوا حسم بعض الفرص التي سنحت لهم فنتيجة التعادل تعتبر خطيرة حتى لو كان الإياب في لندن لذلك عليهم تصليح هذا الأمر.
بالذهاب لمباراة باريس الذي لعب شوط أول عظيم فرأينا هناك تناغم بين اللاعبين وسيطروا على خط الوسط بعد أن استطاعوا قطع الكرة كثيراً من لاعبي السيتي وكانوا يبنوا الهجمات بشكل جيد ووصلوا لمرمى السيتي عدة مرات إلا أن حسم الأهداف غاب عنهم فأعطى أمل لرجال بيب بخطف المباراة، وفي الشوط الثاني قلت المعنويات مع تسجيل السيتي للهدف الاول وأيضاً قلت اللياقة البدنية التي استنزفت في الشوط الأول وأصبح رجال بوكيتينو يرتكبوا الأخطاء ولا يضغطوا بشكل منتظم حتى جاء الهدف والطرد كعقاب لهم، فهي خسارة مؤلمة لباريس وللمدرب الأرجنتيني الذي يجب مراجعة أوراقه وأخطائه قبل موعد الاياب.
السيتي كان ضائع في الشوط الأول لكنه أستلم زمام المباراة في الشوط الثاني بعد أن تقدم وضغط أكثر ووضع بيب النجم البلجيكي دي بروين بين الخطوط وهذا ما ساعده في تسجيل الهدف المخادع، وكان المدرب الأسباني ذكي عندما أخرج كانسيلو السيء وأقحم زينشينكو فساعد على إحكام سيطرته في الوسط وقطع امداد الكرات من دي ماريا ونيمار في الجهة اليسرى لمبابي، والتبديل الذي كان ينقص بيب هو إقحام مهاجم لاستغلال الفرص وسحب مدافعي باريس وتفريغ المساحة للاجنحة ففكرة المهاجم الوهمي لم تأتي بثمارها والأهداف جاءت بمهارة اللاعبين وهذا لا يتكرر دائماً.
تُعتبر نتائج الفرق الانجليزية افضل حتى الآن و قد تفوقت في هذه الجولة بدنياً وذهنياً وحتى تكتيكياً، اذ أنها مباريات كانت عبارة عن حرب مُلتهبة في الميدان وحسابات التأهل لم تحسم بعد فهناك أسبوع كالهدنة لإعداد المحاربين من جديد لأن يُمكن لأي فريق أن يقلب الطاولة، لهذا سننتظر المعارك في الإياب لتظهر لنا من المتأهل إلى النهائي اسطنبول.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *