المانشافت قبل اليورو.. تناقضات بالجملة


محمود وهبي – تُوّج تشيلسي مساء السبت بلقب دوري الأبطال للمرة الثانية في تاريخه، بعد مباراة ممتازة لجميع لاعبيه دون استثناء، ومن بينهم الثلاثي الألماني هافيرتز وروديجر وفيرنر، واللذين سيلتحقون بمنتخب بلادهم استعداداً لليورو. 
تشيلسي خلف بايرن ميونيخ على عرش أوروبا، فالنادي البافاري اعتلى المنصة في الموسم الماضي بعد رحلة استثنائية، ومفاتيحه الأساسية كانت ألمانية الصنع، من نوير وكيميش وجوريتزكا، إلى جنابري ومولر. 
بعيداً عن تشيلسي وبايرن، ملاعب أوروبا تشهد أيضاً مستويات مميزة للاعبين ألمان آخرين، هوملز يقود قافلة دورتموند الصفراء، كروس ما يزال مهندس غرفة العمليات في ريال مدريد، جوسينز يتألق مع أتالانتا جاسبيريني، وفولاند حمل راية موناكو في طريق العودة إلى دوري الأبطال. 
على الجانب الآخر، تألق اللاعبين الألمان مع أنديتهم يقابله تناقضات غريبة، فهو لم ينعكس على المنتخب الألماني الذي وقف تحت سحابة داكنة بعد المونديال الروسي، ولم يتخلص منها، لا بل ازداد لونها سواداً مع مرور الأيام، وارتفاع حدة الإخفاقات والانتقادات. 
اليورو سيبدأ بعد أسبوعيْن، والمنتخب الألماني اعتاد على التواجد في أعلى قائمة المرشحين على مدار التاريخ، لكن المنطق يشير اليوم إلى منتخبات أفضل وأكثر استقراراً، إلا أن هذا لا يُزيل صفة المرشّح من قاموس المانشافت، ولو كانت المهمة صعبة. 
الإتحاد الألماني بدأ حملة تصحيحية، ولو في وقت متأخر، هانزي فليك سيصل بعد اليورو، يواكيم لوف سيحاول تقديم كل شيء للخروج من الباب الأمامي والحفاظ على إرثه دون عناد ومغامرات وأفكار غريبة، والقائمة تعجّ بالأسماء القادرة على الذهاب بعيداً، لكن هناك نقطة أخرى ستحدّد معالم رحلة المانشافت في اليورو. 
المنتخب ظهر بلا شخصية بعد المونديال اليورو، وهو لن ينهض إلا إن استعاد عقليته.. وعلى الجميع أن يخشى إن عادت العقلية الألمانية، العقلية التي جعلت المانشافت ورقة صعبة في أي محفل كبير مهما اشتدت الظروف.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *