عودة أنشيلوتي إلى ريال مدريد.. الهدوء قبل كل شيء


مروان كريم – بعد نهاية الموسم الحالي شهدت الساحة الأوروبية حركية غير مسبوقة للمدربين، حيث كانت البداية مع مغادرة زيدان لريال مدريد بعد فترة ثانية أقل توهجاً من مرحلته الذهبية الأولى.. قرار برره الفرنسي بعدم حصوله على الثقة والدعم اللازمين من إدارة النادي خلال الفترة الأخيرة.
كلمات زيدان القاسية في رسالته الوداعية، وما تضمنته من انتقادات لسلطة الرئيس المطلقة وما يترتب عنها من انعدام إمكانية قيادة مشروع رياضي متوسط أو بعيد المدى، تجعلنا نضع العديد من علامات الاستفهام حول منهجية تسيير النادي في الفترة الحالية.
إذ يعتبر ظهور إسم أنشيلوتي على الساحة دليلاً واضحاً على كل ماتم ذكره من طرف زيدان.. عودة المدرب الإيطالي لقيادة الريال تذكرنا بما حصل سنة 2013 بعد مغادرة مورينيو وما خلفه من أجواء مشحونة وغرفة ملابس متفككة ومتصارعة.
أنشيلوتي كان قادراً حينها على تهدئة الأوضاع وتقريب وجهات النظر بشكل لا يصدق.. توحيد الصفوف والحفاظ على التفاهم اللازم مع إدارة النادي جعلت الفريق يعيش استقراراً مهماً على المستوى الداخلي والإعلامي كذلك، أدى لتحقيق العاشرة بقيادة كاسياس.. فالجميع يتذكر كيف تم إخماد الجدل حول خروج أوزيل بحكمة ومرونة.
فلورنتينو بيريز يحتاج اليوم أنشيلوتي أكثر من أي وقت مضى، الأزمة المالية التي يعاني منها النادي تجبره على على اتخاذ قرارات لا تخدم الجانب الرياضي.. أنشيلوتي، وإلى جانب مميزاته الفنية الكثيرة، يشتهر كذلك بشخصيته المسالمة، حيث يميل في معظم الأحيان لتفهم القرارات الإدارية ومسايرتها لتفادي كثرة الصدامات والصراعات.. عكس أنطونيو كونتي تماماً.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *