رونالدينيو.. “المهرج” الذي رفضه بيريز لعيون “الوسيم” بيكهام!


محمد بلقاسم – قبل 18 عاما من الآن، كان سوق الإنتقالات مشتعلاً في إسبانيا، فريال مدريد وبقيادة فلورنتينو بيريز كان يعمل على إتمام مخطط الـ”غالاكتيكوس” بنجاح، أما خوان لابورتا فكان رئيساً جديداً لبرشلونة ووعدُه الأول لـ “الكوليز” في الحملة الإنتخابية تمثل في التعاقد مع دافيد بيكهام نجم مانشستر يونايتد، وقتها بدأ التجار يطبعون اسم الإنجليزي على أقمصة “البلاوغرانا”، بل إن “الشياطين الحمر” اتفقوا مع لابورتا على إتمام الصفقة دون علم اللاعب، ووسط صراع الغريمين كان اليونايتد يعمل للتعاقد مع رونالدينيو نجم البرازيل والبي أس جي، غير أن خطوة واحدة من ريال مدريد غيرت كل شيء في هذه المعادلة الثلاثية بين عمالقة القارة الثلاثة.
بعد التعاقد مع زيدان والتتويج بدوري الأبطال أمام ليفركوزن، نجح ريال مدريد في خطف رونالدو نازاريو، وبعدها بدأ الحديث عن ضم رونالدينيو، غير أن الرئيس بيريز ومجلس الإدارة فضلوا جلب بيكهام وأخلطوا حسابات لابورتا الذي سمع باتفاق أيقونة الركلات الحرة مع عملاق العاصمة بعد تنصيبه رئيسا على رأس “البلاوغرانا” بـ 24 ساعة فقط، وبحلول الفاتح من جويلية وقع “بيكس” على عقده مع الريال، قبل أن ينشط روسيل ولابورتا بشكل أوسع لحفظ ماء الوجه، فنجحوا في القيام بصفقة غيرت وجه البارصا في العصر الحديث، حيث أقنعوا رونالدينيو باللعب في “الليغا” بدلا من “البريميرليغ”، ليُحول اليونايتد أنظاره إلى كريستيانو رونالدو في خطوة كانت تبدو مقامرة كبيرة، غير أن التاريخ أثبت أنها صفقة ناجحة بامتياز.
المثير في الأمر أن بيريز وقبل أسبوع من أول كلاسيكو لـ رونالدينيو بقميص البارصا شهر أفريل 2004، صرح لـ إذاعة “كادينا سير” قائلاً: “رونالدينيو لم يكن في مفكرتنا أبدا، كنا نريد بيكهام ونجحنا في جلبه”، وبعد هذه التصريحات وقف بيريز بنفسه على براعة البرازيلي في الكلاسيكو الذي انتهى بنتيجة 2-1 لبرشلونة وبهدف حاسم لـ تشافي في الدقيقة الـ 86 إثر تمريرة أقل ما يقال عنها أنها سحرية من راقص السامبا الذي أبدع رفقة الكتالان وحظي باحترام الجميع في العالم، حتى إن تعلق الأمر بـ “المدريديستا” الذين صفقوا له في كلاسيكو نوفمبر 2005، وقتها تأكد بيريز ومجلس إدارته أنهم ارتكبوا خطأ كبيرا لعدم التوقيع مع هذا اللاعب. 
الأكثر إثارة مما قيل، أن أحد أعضاء إدارة الريال كشف السبب وراء تفضيل بيريز لـ بيكهام بدلا من رونالدينيو، فأكد لصحيفة “إل باييس” أن الأمر تعدى الجانب الكروي وقال: “يمكنك أن ترى بيكهام كم هو وسيم، كل آسيا تحب ريال مدريد بفضله”، وحتى بعد مرور سنوات كثيرة، ظهرت مؤخرا تسريبات لـ “القرش” يؤكد فيها أن “بيكهام رجل جيد لأنه كان يجلب لخزينة الفريق 30 مليون أورو سنويا”، وفي المقابل وُصف رونالدينيو بـ”القبيح” و”المهرج”، وفي نهاية المطاف كان الجميع يدفعون الأموال مقابل رؤية سحره الكروي الذي أعطى صورة مغايرة جدا لبرشلونة في خارطة الكرة العالمية، بل إنه كسر شموخ “المجرات” المدريدية وحرمهم من الليغا مرتين، كما نجح في قيادة البارصا لأول لقب في دوري الأبطال بالألفية الجديدة، وحتما كان كلمة السر في نجاح مشروع ريكارد الذي زكاه يوهان كرويف لقيادة المرحلة الجديدة في نادي المقاطعة.
بعد 18 عاما بالتحديد من تعاقد البارصا مع رونالدينيو، ها هو الفريق يعيش واقعا مختلفا جدا، حيث يعاني من أزمة مالية خانقة جعلته يعمل بكل ما يملك من إمكانيات للتخلص من نجوم كبار صنعوا ضجة كبيرة بقدومهم على غرار كوتينيو وغريزمان، والآن باتوا يشكلون عبئا ثقيلا على الفريق بسبب رواتبهم، ولأجل الوفاء بوعده لـ “الكوليز” مرة أخرى بالإبقاء على ميسي، فإن لابورتا يُصر على “الغربلة” ويرفض المساومة على الإطلاق، والهدف هو قيادة مرحلة انتقالية جديدة بأفكار قديمة قدمت لبرشلونة الكثير، فهل سينجح مجددا بنفس الآليات وسط واقع كروي مختلف؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *