“من رحم المعاناة يولد الأمل”.. صفقة الريال الواعدة.


مصطفى محمد – من مخيم اللاجئين في أنغولا هروباً من جحيم الحرب الأهلية في الكونغو ثم برحلة أخرى نحو فرنسا وبالتحديد منطقة فوجيريس حيث عاش بطل روايتنا إدواردو كامافينجا في واقع ملئ بالاضطراب والمعاناة ليبدأ من هنالك رحلته مثل أقرانه ممن لم يجدوا طريقهم مفروشاً بالورود وأجبرتهم الظروف على السعي والعمل.
ولد صغير برع في رياضة الجودو لكن لحظة فارقة حولت مساره وتركيزه بشكل أكبر نحو كرة القدم الإحترافية عندما أحترق منزل الأسرة المكافحة في عام 2013 فيمسك الوالد بالصبي ليشاهد ما تبقي من محتويات المنزل المحترق والتي لم تفلح ألسنة النيران في ابتلاعها، ويقول له بصوت منخفض ” أنت الأمل لدينا الآن، انت من ستنقذنا”.
من صقل، وبناء ديناميكيات الدفاع في نادي فوجير نحو التألق في أكاديمية رين ثم التحول لحديث الصحافة الفرنسية ومواقع الكشافة في ال 16 من عمره ليوقع أول عقد احترافي في مسيرته مع نادي رين وتبدأ رحلته في الفريق الأول ثم رحلة كسره للأرقام القياسية كأصغر لاعب يصنع ويسجل في تاريخ رين وأصغر لاعب ينضم للمنتخب الفرنسي.
كامافينجا موهبة واعدة تصل للريال في محطتها ال 18 لكن رصيدها من النضج والشخصية في الملعب تجعلك تشاهد نجم حقيقي قادر على مجاراة الأفضل على أرضية الملعب ولديه ما يحتاجه الريال من حيث قدرته الفنية البارعة في كسر ضغط الخصم بمهارته وتحكمه في الكرة والمراوغة ودقة تمريراته التي قد لا تتسم بقدر عالي من المباغتة والمخاطرة لكنها قادرة على ضمان استحواذ فريقك إيجابياً – مع العلم أن جودة تمريراته تحسنت في آخر موسم له كما أنه أصبح أكثر إيجابية في ثلث فريقه الهجومي – دون أن ننسى أيضا عمله الدفاعي الرائع في الضغط واستخلاص الكرة بالانزلاق الدفاعي.
صفقة احتاجها ريال مدريد كثيرا في ظل إرتفاع معدل أعمار حجري الأساس في وسط الفريق مودريتش وكروس بجانب احتياج الفريق لقدراته الهجومية والدفاعية والتي ستضيف بعداً أخر للريال وأيا كانت رؤيتك للاعب حاليا فلا تنسى أنه يمتلك هامش مميز للتطور ويمكنك التأكد من ذلك بمقارنتك بين تقارير اللاعب حاليا وقبل عامين وأعتقد أنك ستلاحظ تطورا ملحوظا في موهبة اللاعب والتي ستواصل تطورها في معقل الريال شريطة أن يحصل على الدعم والدقائق في الملعب.
مازالت الحياة تعطينا نماذج رائعة مثل كامافينجا وغيره لنعاود التشبث بالحياة وندرك أن في ظل قسوة الواقع وصعوبته تولد الموهبة التي تبعث الأمل.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *